بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
فى الحقيقة...، وللأسف الشديد، لم أجد أفضل من هذه العبارة البائسة، التى نسبت للزعيم المصرى الكبير سعد زغلول، وهو فى فراش مرضه الأخير.. والتى اختلف الرواة فى تفسيرها: وهل عبر بها –فى حديثه لزوجته - عن يأسه من الأوضاع العامة فى مصر، أم عن إحساسه بقرب موته..! أقول لم أجد أفضل منها لألخص انطباعى عما سميته أمس الهوجة التى صاحبت إنشاء مركز تكوين البحثى، الذى تحدث باسمه الدكتور يوسف زيدان، نافيا الشائعات عن إغلاقه! لقد تصدرت أسماء أشخاص لا نعرف لبعضهم أى إسهام ثقافى أو فكرى على الإطلاق، بل لم نسمع أسماءهم من قبل، حملة المطالبة بإغلاق المركز..؟ لماذا..؟ يقولون إن أعضاء تكوين ملاحدة يشككون فى العقيدة الإسلامية؟؟...ما هذا العبث؟ وأى قوة خارقة تلك التى يتمتع بها أعضاء ذلك المركزالبحثى، والتى تمكنهم من هدم العقيدة الإسلامية والتشكيك فى الدين الإسلامى والتاريخ الإسلامى..؟ أى ثقل خرافى لتلك المجموعة من المجتهدين أو الباحثين أو الناقدين، فى مواجهة مؤسسات عريقة عديدة لا تعرفون قيمتها، مثل الأزهر فى مصر، والزيتونة فى تونس، والقرويين فى المغرب، وأم القرى بالسعودية، والأمير عبدالقادر بالجزائر... إلخ أنشئوا أيها المعارضون مائة مركز مضاد.! ثم .. هل نحن الآن، فى العالم الإسلامى، فى القرن الحادى والعشرين، أقل تسامحا مما ساد منذ مئات السنين؟ اقرأوا أيها السادة كتاب د. عبدالرحمن بدوى عن تاريخ الملاحدة فى الإسلام مثل ابن الراوندى وابن المقفع والرازى وأبو العلاء المعرى..! وماذا لو قال شاعر عربى هذه الأيام، ما قاله المتنبى منذ ألف عام: وكل ماخلق الله ومالم يخلق، محتقر فى همتى، كشعرة فى مفرقى! وأخيرا ... لا تنسوا ايها السادة، أيضا إدانة الفيلسوف الفرنسى ديكارت...الذى شكك فى كل شىء بقولته الشريرة أنا أشك، فأنا أفكر، فأنا إذن موجود!