بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
وهل كان متصورا أن تقف مصر غير هذا الموقف...؟ إننى أتحدث هنا عن البيان الذى صدر أمس الأول (الأحد 12 مايو) من وزارة الخارجية المصرية، الذى أعلن اعتزام مصر التدخل رسميا...لدعم الدعوى التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر فى انتهاكات لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والمعاقب عليها، فى قطاع غزة. ووفقا لما جاء فى ذلك البيان، فإن التقدم بإعلان التدخل فى تلك الدعوى... يأتى فى ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، والإمعان فى اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطينى، من استهداف مباشر للمدنيين، وتدمير البنية التحتية فى القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، مما أدى إلى خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة، أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة فى قطاع غزة، فى انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب... إن ما نقلته وسائل الإعلام الدولية، فى الأشهر الثمانية الأخيرة، عقب طوفان الأقصى فى أكتوبر 2023 كشف وجها عنصريا بغيضا للدولة اليهودية، لا يمكن تجاهله، فقد ملأ الإسرائيليون وحلفاؤهم العالم صراخا لما أحدثه الطوفان! ولكنهم- ببجاحة ووقاحة ووحشية وسعار -غير مسبوقة، انطلقوا ينتقمون، ويقتلون كل البشر.. أطفالا ونساء وشيوخا ورجالا، ويدمرون المرافق والمبانى فى أنحاء متعددة من غزة، على نحو شهده العالم كله! غير أن تلك الجرائم للإبادة الجماعية، أيقظت- على نحو رائع غير مسبوق- ضمائر الأجيال الجديدة الشابة والنابهة فى العالم، وفى المقدمة منهم طلاب أكبر جامعات العالم، وفى مقدمتها فى الولايات المتحدة نفسها! ألا يدهشنا – - بل ويذهلنا بعد ذلك غضب الإسرائيليين من انضمام مصر لدعوى جنوب إفريقيا..؟