بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
هل سمعت أو قرأت –عزيزى القارئ- كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى الاحتفال الذى تم يوم أمس الأول (السبت 6/4) بليلة القدر؟ إن الإمام الأكبر لم يقل أبدا مجرد كلمات احتفالية عامة! ولكنه – كما عهدناه دائما- قال كلمات صريحة وقوية، وددت لو استعدتها هنا كلها، ولكننى سوف استعيد هنا بعضها فقط! لقد تحدث فضيلة الإمام عن حالة التنازع والتفرق التى درج عليها أبناء أمتنا العربية منذ أمد بعيد التى أصابت الجميع بما يشبه حالة فقدان التوازن وهو يتصدى لعظائم الأمور. ودعا فضيلته إلى ضرورة التنبه إلى مستوى التعامل العربى تجاه ما يحدث فى فلسطين. غير أننى أشدد هنا على كلماته الصريحة القوية التى قالها نصا إن تعاملنا مع قضية فلسطين والقدس الشريف لا يعكس حجم ما أنعم به علينا من ثروات بشرية وطبيعية هائلة، ومن طاقات جبارة لا تنفد، ومن عقول خلاقة فى كل ميادين الحياة المعاصرة. (الأهرام 7/4). وبكل صراحة...لقد مست تلك الكلمات عصبا حساسا فى ذهنى وأن أقارن بين الحقيقة الطيبة التى أعلمها جيدا، هى أن بعض بلداننا العربية الخليجية (ولن أذكر هنا أسماء معينة..) تقع بين أغنى 30 بلدا فى العالم وفقا لبيانات البنك الدولى، نعم أغنى الدول وأكثرها ثراء!، وأن تلك البلدان تسبق فى غناها بلدانا مهمة فى العالم مثل روسيا والصين وإيران وتركيا والهند والأرجنتين والمكسيك وماليزيا. فضلا عن بلدان عربية أخرى مثل مصر والمغرب وليبيا، نعم أقارن بين تلك الحقيقة، وبين الانباء والصور المفزعة والمؤلمة، التى تنقلها للعالم يوميا، كل وسائل الإعلام الدولية بلا استثناء، فضلا عن وسائط التواصل الاجتماعى، لأبناء غزة، أطفالها. بناتها وبنيها، الذين يتزاحمون بأوانيهم الفارغة للحصول على طعام، أى طعام، تجود به وكالات خيرية فى العالم! تحية إجلال وتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الجليل الدكتور أحمد الطيب!