بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
صادف أمس (20 نوفمبر) مناسبة احتفال العالم بيوم الطفل العالمى (وهو يوم اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 1954 إعلان حقوق الطفل). الذى دعت بمناسبة ظهوره إلى أن تقيم بلاد العالم احتفالا سنويا به، كيوم للتآخى والتفاهم على النطاق العالمى بين الأطفال. إننى أتساءل: كيف يكون احتفال غزة وأطفالها بيوم الطفل العالمى..؟ لقد شهدت- مثلما شهد الناس فى العالم كله- آلاف الصور والمشاهد الفظيعة والمفزعة والمحزنة، لما أصاب أطفال غزة الجريحة! إننى أعترف وأقول ببساطة وبلا أى تزويق أو تنميق بأنه لا شىء أصابنى بالحزن أو بما يقترب من الاكتئاب، على نحو تتحجر معه الدموع فى المآقى، من مشهد أب أو أم تحمل بين يديها أشلاء جثة ابنتها أو ابنها الذى قتل بلا أى ذنب جناه، قبل أن يعرف معنى الذنوب أصلا. آلاف المشاهد التى رأيناها على كل القنوات تقريبا... والتى تتلوها- على قنوات الأخبار- الصور الكريهة لنيتانياهو وهو يبرر تلك الوحشية، بذكر معاناة الأطفال الإسرائيليين فى خضم «طوفان الأقصى»! وكأن الانتقام لمقتل كل طفل إسرائيلى، لابد وأن يكون بقتل مئات الأطفال الفلسطينيين! ثم تتلوها أيضا صور الرئيس الأمريكى بايدن التى تجمع بين عنجهية وغطرسة باردة مقيتة، وخطوات حذرة مرتعشة خشية التعثر والسقوط!، وقد اضطر- بعد ان أقضت مذابح الأطفال مضاجع كل ذوى الضمائر الحية فى العالم، بما فيها فى الولايات المتحدة نفسها - أن يحث الإسرائيليين على إبقاء خسائر المدنيين عند أدنى مستوى ممكن! ياسلام ...لا شكرا لك ياسيد بايدن! وأخيرا فإن الرائع المذهل والمفجر للآمال بعد كل تلك الآلام… هو مشاهد أطفال غزة الذين نجوا من المذابح... أرجوكم.. أرجوكم، ارجعوا إلى تلك المشاهد، تأملوهم وأنصتوا إليهم لتتأكدوا أن غزة... أن فلسطين لن تموت أبدا!