بقلم - أسامة الغزالي حرب
اليوم- الأحد 5 مايو- يحتفل أقباط مصر بعيد القيامة المجيد..، فكل عام و نحن جميعا بخير! غير أنني– بهذه المناسبة- أجد نفسى مدفوعا لأن أستعيد هنا بعض ما كتبته فى أبريل الماضي، بمناسبة عيد الفطر المبارك، تحت عنوان «بأى حال عدت ياعيد» مستذكرا جرائم الاحتلال الإسرائيلى الغاشم فى غزة الباسلة !..؟ فجرائم إسرائيل فى غزة، التى طبعت عيد الفطر ...، هى هى التى تطبع اليوم عيد القيامة بما يدعونى لأن أتساءل أيضا ...بأى حال يعود الاحتفال بعيد القيامة...؟ إن الطائرات والدبابات والمدافع والبنادق الإسرائيلية ...لم تفرق أبدا فى أهدافها بين مسلمين ومسيحيين، إنهم جميعا فلسطينيون! ومثلما لم تسلم ساحات المسجد الأقصى من العدوان الإسرائيلى، لم تسلم بيت لحم منه ! إنها المدينة المقدسة لدى كل مسيحيى العالم، فهى مسقط رأس يسوع، وتضم كنيسة المهد التى بنيت فوق مذود البقر الذى ولد فيه يسوع، وهى أقدم كنائس العالم كله .(وقد ألحقت المدينة بالأردن بعد حرب 1948 واحتلتها إسرائيل بعد حرب 1967، ثم نقلت للسلطة الوطنية الفلسطينية وفق اتفاقية اوسلو عام 1995). ولذلك وفى مناسبة تستوجب الفرح والتفاؤل، لا نستطيع أيضا تجاوز الأحزان التى سببها استشهاد ما يقرب من خمسة وثلاثين ألف فلسطيني، منهم ما يزيد على 13 ألف طفل وتسعة آلاف امرأة، فضلا عن التدمير البربرى والوحشى لأكثر من 62 % من المساكن ! فضلا عن المدارس والجامعات، بل وجميع المنشآت العامة ...! إننا لانعرف كيف تعامل مجرمو الحرب الإسرائيليون مع كل هؤلاء، بمسلميهم ومسيحييهم.. بدعوى أنهم ....حماس! والأطفال الذين شهدهم العالم يقفون فى طوابير، حاملين أوانيهم الفارغة ليحصلوا على بعض الغذاء لذويهم كانوا قطعا مسلمين ومسيحيين !....هذه إذن لحظة تطغى فيها أحزاننا على فرحتنا بالعيد ..، ولكنها أحزان لن تستمر أبدا....وإن غدا لناظره لقريب!.