بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
لموضوع السيارة المصرية... ذكريات قديمة طريفة معى! فقد كان موضوع أول (وآخر!) تحقيق صحفى كتبته، هو السيارة الشعبية! وذلك فى جريدة الجمهورية عام 1972 بناء على طلب الأستاذ الراحل الكبير فتحى عبدالفتاح، الذى عملت معه فى أول سنة لى للعمل بالصحافة، وعمرى 25 عاما! ففى ذلك الوقت ثار النقاش عن إمكان تصنيع سيارة مصرية رخيصة الثمن تكون فى متناول المواطن ذى الدخل المتوسط.. ولم يحدث هذا طبعا. وقبل ذلك بسنوات أتذكر الدعاية الكبيرة التى أثيرت حول تصنيع السيارة المصرية رمسيس التى دفعتنى للإلحاح على أبى لان أصحبه لمشاهدة أول إنتاج لها، الذى عرض فى ميدان التحرير بمناسبة عيد الثورة التاسع فى 1961 وكان عمرى 14 عاما! وتحلقت مع جموع المواطنين الذين جذبهم الإعلام لمشاهدة أول سيارة مصرية (ولو أننى عرفت بعدها أن مكوناتها الاساسية كانت من شركة ألمانية، وأهمها بالطبع كان الموتور!). غير أن دخول شركة فيات بعد ذلك فى شركة النصر لصناعة السيارات أعطى دفعة قوية لتجميع السيارة مع تصنيع بعض مكوناتها.
لقد انقطعت متابعتى لذلك الموضوع كله... إلى أن تابعت مؤخرا ما نشر عن تصنيع أول سيارة كهربائية فى مصر، وعن تصريحات رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى عن اهتمام الحكومة بذلك المشروع بهدف توطين صناعة السيارات الكهربائية محليا. حسنا... هذا موضوع مختلف تماما، وكلام كبير جديد، وأتمنى وأرجو وأود وآمل... أن يكون فعليا وجادا! فأنا أعتقد –فى حدود فهمى- أن صناعة السيارات الكهربائية يمكن ان تكون أقل تعقيدا من السيارات التقليدية، على الأقل لعدم اعتمادها على الموتور الذى يعمل بالبنزين أو السولار. وأتطلع أن تقدم شركات القطاع الخاص على الدخول بقوة فى هذا المجال... فهل سوف تفعل... أم أنها سوف تخذلنا...؟