بقلم - أسامة الغزالي حرب
تابعت ما نشر عن المناقشات التى جرت عن الأحزاب السياسية بالحوار الوطنى، برئاسة النائب إيهاب الطماوى .إننى بالطبع لم أعرف بدقة مضمون النقاش الذى تم ...ولكننى أتمنى أن يسهم ذلك الحوار فى دعم حقيقى وجاد للأحزاب المصرية ....لماذا؟ لأن وجود أحزاب قوية يعنى أولا وجود حياة سياسية «حديثة»، جديرة بأن تتوافق مع العصر الذى نعيش فيه. فالأحزاب بالنسبة للسياسة الحديثة، هى مثل المصانع فى الاقتصاد الحديث! هل يمكن مثلا تخيل النظام السياسى البريطانى الحالى دون حزبى المحافظين والعمال وغيرهما ...فيه، وهل يمكن تصور النظام السياسى الأمريكى دون الحزبين الجمهورى والديمقراطى؟ وهل يمكن تصور وجود النظام السياسى الصينى دون الحزب «الشيوعى» الصينى ....إلخ من أمثلة عديدة فى العالم كله. غير أن وجود الأحزاب فى ذاته لايعنى ــ ثانيا ــ وجود الديمقراطية! ولكنها توجد عندما يكون لتلك الأحزاب ثقلها الشعبى الحقيقى، العددى والنوعى .أى لاتكون أحزابا «ورقية», ولكن تكون أحزابا تضم ملايين الأعضاء. هل تعرفون عدد الأحزاب السياسية القائمة على الورق فى مصر...؟ إنها وفقا لإحصاء الهيئة العامة للاستعلامات 87 (سبعة وثمانون حزبا!) ..ولكن من منها له تأثيره وثقله الجماهيرى..؟ لقد أعلن مثلا منذ عام 2017 عن تحالف سبعة أحزاب منها باسم «الحركة المدنية الديمقراطية تضم أحزاب (الكرامة والدستور والتحالف الشعبى الاشتراكى ومصر الحرية والتيار الشعبى المصرى والعيش والحرية والاشتراكى المصرى والمصرى الديمقراطى الاجتماعى) ...فهل شهدنا فعالية له..؟ نحن- يصراحة– لانزال بعيدين عن حياة حزبية حقيقية، مع التقدير لكل النوايا الطيبة!