بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
حقا..، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى الإجرامى على غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضى، إلى ما يزيد على واحد وثلاثين ألف شهيد (31000) وما يقرب من ثلاثة وسبعين ألف مصاب! أيضا، ووفقا لما ذكره مؤخرا (6/3) مقرر الأمم المتحدة الخاص، المعنى بالحق فى السكن اللائق السيد راجا جوبال، فإن حجم وشدة الدمار فى غزة أسوأ بكثير مما حدث فى حلب وماريوبول (المدينة التى تعرضت للتدمير الشديد فى غمار الغزو الروسى الأخير لأوكرانيا)، أو حتى مدينتى درسدن الألمانية، أو روتردام الهولندية، خلال الحرب العالمية الثانية، اللتين تضرب بهما الأمثلة لما ينتج عن الخراب وشدة التدمير. ومع ذلك فإن يقينى لا يتزعزع بأن غزة سوف تنتصر فى النهاية، وأن فلسطين.. التى تردد اسمها الآن، شعوب العالم الحرة، فى كل قارات الدنيا، أكثر من أى وقت آخر، قبل حكوماتها، أو حتى بالرغم منها، سوف تخرج من نيران غزة وأهوالها أشد صلابة وأقوى عودا! إن دروس وعظات التاريخ هنا لا تخطئ! لقد استشهد مليون جزائرى– نعم مليون، أى ألف ألف إنسان! – ثمنا لأن تنهض الجزائر مرفوعة الرأس موفورة الكرامة، وأن يرغم الفرنسيون على نسيان وهم أن الجزائر فرنسية! و... ألم تصل تقديرات أعداد الفيتناميين – من المدنيين والعسكريين الذين قتلوا فى الحرب الأمريكية على فيتنام – إلى أكثر من ثلاثة ملايين، قبل أن تنسحب القوات الأمريكية من هناك مهزومة، وتنتصر فيتنام الشمالية وتوحد فيتنام تحت قيادتها، فى أغسطس1973. نعم، لا نهاية لدروس التاريخ! لقد أصبحت إسرائيل اليوم، أكثر من أى وقت مضى، وسواء فهم ذلك قادتها أو لم يفهموا، وسواء أدرك شعبها أم لم يدرك.. دولة منبوذة من غالبية شعوب العالم، الأمر الذى يرسخ يقينى بأن التضحيات الهائلة والجسيمة، التى تكبدها الشعب الفلسطينى البطل لم ولن تضيع هباء أبدا!