بقلم - أسامة الغزالى حرب
ليست هذه أول مرة أكتب عن رجل الأعمال المصرى الكبير عنان الجلالى وقصة حياته الرائعة المليئة بالدروس والعظات! لقد شرفت بلقاء الجلالى مرة أخرى فى الأسبوع الماضى، عندما كنت فى رحلة قصيرة للإسكندرية مع زملاء دفعتى من خريجى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية دفعة 1969. إن عنان من نفس عمرنا – مواليد عام 1947- نحن الذين حصلنا على الثانوية العامة فى 1965، أى منذ ثمانية وخمسين عاما!... لقد نجحنا نحن بتفوق والتحقنا بالكليات التى أردناها... أما عنان فقد تعثر أكثر من مرة، وفشل هو فى الحصول على الثانوية العامة! فسافر مهاجرا وحيدا إلى النمسا ثم إلى الدنمارك! لقد أصبح الناجحون من أبناء دفعته مهندسين وأطباء ومحامين وصحفيين...، أما هو فقد بدأ حياته من قاع القاع فى أحد الموتيلات الصغيرة بالدنمارك يعمل فى غسيل الصحون، إلى أن أصبح فى القمة، رجل أعمال ناجحا ومليونيرا شهيرا، يشار إليه بالبنان، ويثبت أن النجاح فى الحياة أوسع بكثير من النجاح الدراسى، طالما توافر الذكاء والجدية والتصميم والطموح. لقد حصل عنان على وسام ملكى رفيع من ملكة الدنمارك، بعد أن أسس هناك شركة الفنادق هيلنان (وهى تسمية ابتكرها عنان بذكاء شديد من مقطع أول مشتق من كلمة هليوبوليس–أى ضاحية مصر الجديدة بالقاهرة التى نشأ فيها – ومقطع ثان مشتق من اسمه عنان) وبهذه السلسلة من الفنادق وضع عنان اسم الدنمارك الصغيرة بين الدول ذات الفنادق الشهيرة بالعالم! غير أننى أشعر بالغيرة هنا وأقول إن مصر من حقها – وهى التى تمتلك بامتياز كل مقومات الدولة السياحية- أن تكون لها سلسلة فنادقها العالمية المرتبطة بها، إلى جانب فنادق مثل فور سيزونز الأمريكية، وأكور ونوفوتيل وموفينبيك الفرنسية، وشتاينبرجر الألمانية... فهل هناك ما هو أهم وأنجح من هيلنان يا عنان..، لتكون عنوانا لفندق مصرى عالمى، يتناسب مع مكانة مصر وإمكاناتها السياحية..؟