بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
«كمال الدين صلاح»... هو اسم شارعين، أحدهما فى القاهرة، فى حى جاردن سيتى، والآخر، فى الإسكندرية فى حى سموحة! ولكن من هو كمال الدين صلاح، ولماذا شعرت أنه من الواجب على أن أتذكره اليوم، وأن أحيى ذكراه الطيبة..؟ إننى أتذكر حكايته منذ الطفولة..! عندما شغلت حادثة اغتيال القنصل المصرى فى الصومال فى 16 إبريل عام 1957 الدبلوماسى «كمال الدين صلاح» الرأى العام .. واحتل خبر اغتياله الصفحات الأولى للصحف! أقول… أستذكر اليوم قصة كمال الدين صلاح بمناسبة الزيارة المهمة التى يقوم بها حاليا للقاهرة الرئيس الصومالى «حسن شيخ محمود» . إنها قصة تؤكد وتدلل على قوة ورسوخ العلاقات بين بلدينا، والتى وصفها الرئيس السيسى بحق بقوله.. «إن مصر تعد حليفا تاريخيا ودولة شقيقة للصومال» ومعربا عن تطلعه.. «إلى المزيد من الرخاء والتعاون القائم على الاحترام والمنافع المشتركة بين البلدين».أقول إن قصة كمال الدين صلاح تثبت تلك الحقائق التاريخية وتؤكدها، فلم يكن صلاح دبلوماسيا تقليديا يمارس عملة فى تمثيل بلده، ولكنه – وبصفته أيضا مندوبا لمصر فى مجلس الوصاية الذى شكلته الأمم المتحدة لمراقبة عملية الانتقال من مرحلة الوصاية للاستقلال - قام بجهد استثنائى رائع لتدعيم اللغة العربية والثقافة الإسلامية، ونجح فى استقدام بعثات تعليمية (مدنية ودينية) من مصر للصومال، كما عمل على إنشاء مركز ثقافى مصرى فى مقديشيو يتكون من مدرسة ثانوية، ودار للمعلمين ومكتبة، وسينما. وألحق أيضا بالمركز عيادة طبية. وقبل كل ذلك عمل بدأب على إصلاح الاقتصاد الصومالى، بالاستعانة بخبراء من الأمم المتحدة، والحصول على مساعدة من البنك الدولى، لإقراض مستثمرين صوماليين، وخلق رأس مال وطنى صومالى، فضلا عن استقدام خبير مصرى لزراعة القطن فى الصومال...هل نستغرب بعد ذلك اغتيال كمال الدين صلاح؟!.