بقلم - أسامة الغزالى حرب
هل هناك ما هو أكثر بجاحة وصفاقة من الدعوة للتهجير القسرى لأهالى غزة من أرضهم... من بيوتهم، وحقولهم، وأعمالهم...؟ إنها – ويا للكارثة!- الدعوة التى تنطلق اليوم من إسرائيل، والتى سارع وزير الخارجية، سامح شكرى، من خلال زيارته الحالية لبكين- إلى الإعلان عن موقف مصر إزاءها على نحو بات وقاطع، بأن: التهجير خط أحمر (الأهرام 21 نوفمبر). إنها الدعوة لنكبة جديدة لطرد وتشريد الفلسطينيين من الجزء الضيق المتبقى من بلدهم فى غزة! وكما جاء فى الأنباء أمس- الثلاثاء - فإن وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية جيلا جملئيل طرحت اقتراحا تدعو فيه المجتمع الدولى لتشجيع سكان غزة على ما سمته إعادة التوطين الطوعى - لا حظ الطوعى تلك! وقالت السيدة جملئيل إن ذلك المقترح يأتى فى إطار حل إنسانى لأزمتهم..، داعية المجتمع الدولى..لاستقبال الفارين من القطاع!! والحقيقة أن تلك الوزيرة (التى ولدت لأب يهودى يمنى، وأم يهودية ليبية!) سبق أن طرحت هذا الاقتراح منذ ست سنوات (2017) عندما كانت تزور مصر كعضو فى المؤتمر الإقليمى للنهوض بمكانة المرأة لدفع المساواة بين الجنسين بدعوة تلقتها فى ذلك الحين من الاتحاد من اجل المتوسط الذى شارك فى مجلس تنظيم المؤتمر... وهو اقتراح لم يجد فى حينه آذانا صاغية. غير أن من الواضح أن جملئيل تتصور أن الحرب الجائرة الحالية على غزة يمكن أن تكون فرصة أخرى، أكثر مواتاة، لدفع أهلها خارج أرضهم..! غير أن ما لا تدركه تلك الوزيرة أن الشعب الفلسطينى الذى اكتوى من قبل بنيران الطرد من أرضه منذ ثلاثة أرباع القرن فى 1948 لا ولن يسمح بتكرار تلك المأساة ، حتى تحت وطأة الحرب الإجرامية والوحشية التى تشنها إسرائيل- ولاتزال- عليه ، فالمؤمن – كما يقول الحديث النبوى الشريف (لا يلدغ من جحر واحد مرتين)!