بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
سواء قبلت إسرائيل أم رفضت فإن ما ترتكبه – ولا تزال ترتكبه – فى غزة يندرج تحت توصيف الإبادة الجماعية! فما هى الإبادة الجماعية؟ إنها الجريمة الدولية التى حددتها الاتفاقية التى وافقت عليها الأمم المتحدة بالإجماع سنة 1948، والتى تتضمن التدمير المتعمد والمنهجى لمجموعة من الناس بسبب عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم أو أصلهم. ووفقا لتلك الاتفاقية تشمل تلك الجريمة عددا من الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلى أو الجزئى لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها تلك، وهى: قتل أعضاء الجماعة، وإلحاق أذى جسدى أو روحى خطير بأعضاء من الجماعة، وإخضاعها عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادى كليا أو جزئيا، وفرض تدابير تستهدف الحئول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة، ونقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى. إن تلك الأفعال، وأكثر منها، هى ما ارتكبته إسرائيل بالصوت والصورة على مرأى من العالم كله! ولسنا نحن الذين نقول ذلك، ولكننى أحيل هنا إلى ما صرحت به نصا فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية ، التى حذرت من أن الصراع فى غزة قد يتحول إلى إبادة جماعية، وقالت فى تصريحات للواشنطن بوست الأسبوع الماضى... ما يحدث فى غزة الآن يجب تحليله بشكل نقدى باعتباره إبادة جماعية، لان الجماعات العرقية أو الإثنية أو الدينية تتعرض لضرر جماعى، جسدى وعقلى خطير, وتخلق ظروفا معيشية قد تؤدى إلى تدمير المجموعة بالكامل... ودعت المسئولة... إلى إيقاف هذا قبل الأوان... مضيفة لقد فقدنا بالفعل عشرة آلاف حياة بريئة. وقد وقعت السيدة ألبانيز على بيان مشترك لخبراء مستقلين فى الأمم المتحدة يؤكدون فيه تعرض فلسطينيى غزة لخطر الإبادة الجماعية! هذا كلام خطير، خطير، ومحزن أهديه بالذات إلى الاخوة العرب!!