بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
خطر على بالى هذا المفهوم الجديد شجاعة الجبناء! نعم.... شجاعة الجبناء... وأنا أتابع، صباحا ومساء، عمليات اقتحام الجيش الإسرائيلى لأحياء وشوارع غزة الباسلة! أخبرونى بربكم...ما هى شجاعة أو بطولة أو إنجاز جندى إسرائيلى مختبئ فى دبابة من أحدث طراز.. يقودها، ليقتحم بها مبنى لمستشفى أو مدرسة أو حضانة للأطفال..؟ ما هى شجاعة أو بطولة أو إنجاز طيار إسرائيلى وهو يقود أحدث طائرات القتال فى العالم يضرب بها مبنى مرصودا باعتباره مقرا لهذا أو ذاك من قادة المقاومة الذين تستهدفهم إسرائيل فردا فردا! مبنى ليس به أى سلاح مضاد للطائرات أو غير الطائرات..؟ ما هى شجاعة أو بطولة سفينة حربية إسرائيلية وهى تحاصر شواطئ غزة لتخنقها من البحر، أو تطارد صيادين يسعون للحصول على أرزاقهم؟ هل لاحظتم ملابس الجندى الإسرائيلى المكتظة بواقيات الرصاص، فضلا عن الخوذة الصلبة على رأسه، وأجهزة الاتصال والاستغاثة الحديثة المجهز بها؟ هذه التجهيزات والأسلحة والملابس هى ما تمكن بها الاسرائيليون من إحراز ما يتصورونه انتصارا على حماس! إن مقاتلى حماس لايمتلكون دبابات، ولا طائرات، ولا سفنا حربية.. ولا تحميهم ملابس واقية على أجسادهم، ولا خوذات صلبة على رءوسهم! تأملوا صورهم: رءوسهم مكشوفة... لا تغطيها سوى الكوفية الفلسطينية الشهيرة، التى أصبحت رمزا لهم! وقماش قناع أسود يخفى هويتهم حفاظا على أمنهم...ما يحميهم، ويدفعهم، ويرفع روحهم إلى عنان السماء، هو إيمانهم الصادق والقاطع بعدالة قضيتهم! لقد شهدت مؤخرا مشهدا لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو وهو يشد أزر جنوده المثقلين بملابسهم الواقية من الرصاص وأسلحتهم الفائقة الحداثة..، مشيدا بشجاعتهم وبطولاتهم فى ماذا: فى تدمير المساكن والمدارس والمستشفيات ومطاردة الأفراد من مقاتلى حماس بأسلحتهم المتواضعة وروحهم القوية المتحدية! فيالها من شجاعة الجبناء!