بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
أمر مؤلم أن يكون ضمن أول ما أقرؤه ، بعد عودتى للقاهرة من زيارتى الخاصة لدبى، واقعة ما وصف بأنه انتحار إحدى الشابات – قيل إن عمرها واحد وثلاثون عاما- من الطابق الرابع والعشرين، بأحد الفنادق الكبيرة بالقاهرة! لقد شاهدت مقطع الفيديو القصير الذى يوثق الدقائق الأخيرة، فى حياة تلك الشابة المسكينة والذى يبدو أنه انتشر بسرعة فائقة، وكان ضمن أو ما التقطه جهاز الموبايل عندى، بمجرد ملامسة الطائرة أرض المطار! ثم قرأت– على أكثر من موقع إعلامى وصحفى -بعض التفاصيل عن ظروف وحياة تلك الفتاة التعيسة، التى قيل إن أسرتها قدمت لجهات التحقيق ما يفيد بأنها كانت تعالج فى مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، وأنها مصابة بالشيزوفرينيا. ووفقا لتلك التفاصيل فإننى أطرح بكل اهتمام الملاحظات والتساؤلات الآتية: أولا، أن الفتاة لم تنتحر! ولو أرادت الانتحار لألقت بنفسها على الفور، ولكنها- بتأثير مرضها– جلست على حافة إحدى النوافذ! ثانيا: أنها كانت تحاور بعض من كانوا يشاهدونها، والذين نصحوها بأن تنزل نفسها على حبل (!!) وهنا أتساءل أين كان حراس الأمن، بل الأهم جدا، هل تم الإبلاغ الفورى لمسئولى الفندق ومدير الفندق بتلك الواقعة فى حينها أم لا؟ ثالثا: لماذا، لم يتم الاتصال الفورى بشرطة الإطفاء ذات السلالم المجهزة لمثل تلك الحالات؟ بدلا من المقترحات الساذجة، الطيبة النية، من المارة الذين يشكرون لتعاطفهم. رابعا، هذا الفندق كبير وشهير، والموسم هو موسم سياحى. فكم سائحا ياترى شهدوا تلك الحادثة المؤلمة، التى ربما يتذكرونها أكثر من آثار مصر، وهم الذين سبق أن عرضوا لنا مشاهد من عندهم لإنقاذ قطط علقت فوق بعض النوافذ العالية؟! الواقعة ياسادة ليست واقعة انتحار، ولكنها واقعة «قتل» ليس عمدا، ولكن بإهمال شائن أمام جمهور من المصريين والأجانب، سجلتها عدسات «السوشيال ميديا» ونقلتها على الفور للعالم كله إننى هنا وبأعلى صوت أنادى: حاسبوا المسئولين كل المسئولين!