بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
يصادف يوم غد (الجمعة) الخامس عشرمن مارس 2024 ذكرى مرور 102عام (مائة عام واثنين) على إعلان استقلال مصر، كمملكة دستورية كاملة السيادة فى 15 مارس 1922. إننى منذ فترة ليست قصيرة كتبت عن ذلك، وكررت، وسوف أكتب مؤيدا ومدعما، لكل المطالبين باعتماد هذا اليوم، عيدا قوميا لمصر الحديثة، وليس أى يوم آخر! حقا..، إن وطننا وبلدنا الحبيب مصر، لها تاريخها العريق، والموغل فى القدم، وأيامها وأحداثها المهمة والمفصلية كثيرة ومتنوعة. ولكن من الغريب والمحزن أننا غيرنا وبدلنا من اليوم الذى نعتبره، يوما أو عيدا قوميا، نحتفل به رسميا وشعبيا، ونلقن تاريخه ومغزاه لأبنائنا! إننى أنتمى إلى الجيل الذى تعود على الاحتفال بيوم 23 يوليو، باعتباره العيد القومى لمصر، ولا يزال كذلك. وبالرغم من أن أياما أخرى زاحمته فى بعض الفترات إلا أنها كلها – حتى الآن - خبت واندثرت. أما 15 مارس فقد انفرد به فقط الدبلوماسيون المصريون ليكون عيدا راسخا لهم...، لأنه – ببساطة - اليوم الذى حق لمصر فيه – من عام 1922- أن تنشئ بعثاتها الدبلوماسية كدولة مستقلة...، فتهنئة واجبة لهم اليوم بعيدهم العريق! غير أن اعتقادى لايزال قويا فى ضرورة أن يكون 15 مارس عيدا لمصر كلها، وليس فقط لدبلوماسييها. يتبقى سؤال ربما يراود الكثيرين: وهو، ما أهمية هذا الموضوع الآن...؟ أقول إن تصحيح مثل هذه الوقائع التاريخية ليس أمرا هامشيا، خاصة أنه يفترض أن احتفالات العيد القومى تتم فى المدارس والجامعات..، وقد تكون محلا لدروس ومناقشات وخطب...الأمر الذى يجعل منها مناسبات للتربية الوطنية والتوعية السياسية للشباب. يتبقى سؤال خطر على بالى، وهو: هل ياترى وجد يوم 15 مارس أى فرصة – نعم أى فرصة - للاحتفال به هذا العام وسط موسم تحلق المصريين حول أجهزة الراديو والتليفزيون، وحيث تغرقهم إعلانات ومسلسلات وتسالى رمضان.؟