بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
سعدت للغاية ، وأنا أتابع مهموما تطورات الحرب فى غزة، التى تحولت من ملاحقة إسرائيلية محمومة لحماس، إلى عملية عقاب جماعى وحشى، على نحو غير مسبوق لغزة كلها...، بأن استمعت إلى الأخبار التى أخذت تتسرب وتتناثر فى بعض وسائل الإعلام - منذ مساء الأحد الماضى- عن مبادرة مصرية لوقف الحرب! هذه أنباء تثير فجأة، ولأول مرة منذ فترة طويلة... إحساسا بتفاؤل وارتياح حذرين، وآملا فى أن تنتهى تلك الحرب القاسية...التى حصدت كما سبق وذكرت أرواح أكثر من عشرين ألفا من أبناء غزة، معظمهم من النساء والأطفال، والتى دمر الإسرئيليون فيها ـ عمدا وبسبق الإصرار ـ ما يقرب من ثلث مبانى القطاع، من البيوت والمدارس، إلى المستشفيات والمساجد والكنائس! وكما قرأت فى عدد من المصادر، تشتمل المبادرة المصرية على ترتيبات من ثلاث مراحل، أولاها هدنة إنسانية لمدة أسبوعين، تتوقف فيها الأعمال القتالية، ويتم إرسال المعونات الغذائية والطبية والوقود للقطاع، كما يتم فيها إطلاق أسرى من الجانبين (40 إسرائيليا و120 فلسطينيا)، ثم مرحلة ثانية أهم ما فيها هو رعاية مصر لحوار بين جميع الأطراف الفلسطينية للتوافق على تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، تشرف على الإغاثة وإعادة الإعمار والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسة فلسطينية. أما المرحلة الثالثة فتتضمن وقفا نهائيا لإطلاق النار، واستكمال تبادل الأسرى، وانسحاب الجيش الإسرائيلى من غزة بالكامل، وعودة النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم. ...ذلك هو- بإيجاز شديد- أهم ما طالعته من اجتهادات مصادر إعلامية عديدة! وكما قلت فقد سعدت وشعرت بارتياح كبير، ليس فقط لما سوف يترتب على تلك المبادرة من إنقاذ لأهل غزة من أهوال وآلام بشعة ، ولكن أيضا لما تنطوى عليه من دور محورى لإنهاء الأزمة بشكل جاد ودائم... إنه دور لا يمكن أن تلعبه سوى مصر...، فمرحبا بالمبادرة المصرية، وسلاما لغزة ولكل فلسطين الحبيبة