بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
هذا –عزيزى القارئ- مقطع فيديو نشر فى اليومين الماضيين على العديد من المواقع الإخبارية العادية، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعى، وبإمكانك أن تشاهده بنفسك (إلا إذا حذفته إدارة فيسبوك فى الولايات المتحدة!). فى هذا المقطع، سجلت سيدة أمريكية، واضح من اسمها – رولا عبد الجواد- أنها من أصل عربى أو مصرى، تعيش فى مدينة ستيلووتر، الواقعة فى مقاطعة بايين بولاية أوكلاهوما فى وسط الولايات المتحدة. لقد قامت هذه السيدة بتسجيل محادثتها – على الموبايل الخاص بها- مع ضباط أو مخبري مكتب التحقيقات الفيدرالى الذين ذهبوا إلى منزلها فى الاسبوع الماضى، لاستجوابها، بشأن ما تكتبه على الفيسبوك، وإذاعته على شبكة الإنترنت. ماذا كتبت رولا على الفيسبوك...؟ كتبت- وفق ما قرأت- كلمات تعبر فيها عن إحباطها بشأن الحرب فى غزة، بين القوات الإسرائيلية ومقاتلى حماس، وقالت تحت عنوان القذارة الإرهابية الإسرائيلية... إنهم يعتقدون أن رمضان هو نقطة ضعف للمسلمين.... رمضان هو القوة لتحرير فلسطين، دمر الله كل صهيونى حقير ومؤيديه..،آمين! ووفقا لمقطع الفيديو، الذى سجلته وأذاعته السيدة رولا، فإنها ردت على أسئلة عملاء مكتب التحقيقات..بقولها.. إذن... لم نعد نعيش فى بلد حر، ولا نستطيع أن نقول ما نريد؟ ورد آخر: لسنا هنا لاعتقالك أو أى شئ آخر..، نحن نفعل ذلك يوميا .. إنه مجرد جهد للحفاظ على سلامة الجميع، والتأكد من عدم وجود سوء نية لأى شخص! لقد رفضت السيدة رولا التحدث مع عملاء مكتب التحقيقات، دون وجود محاميها... ولكن الدلالة الأخطر لتلك الواقعة هى ما تشير إليه من رقابة تقوم إدارة فيسبوك، على ماينشر فيها بشأن غزة والقضية الفلسطينية، والتى تخبرنا بأن إسرائيل وعملاءها حاضرون ونشيطون، حتى فى الفيسبوك!