بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
هذا يوم خاص فى تاريخنا المعاصر 15 مايو!.. وأيضا بالنسبة لى شخصيا! إنه أولا – وكما جرى العرب على تسميته- يوم النكبة! إنه اليوم الذى شهد منذ 76 عاما، فى عام 1948 إعلان قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، والذى أجبر فيه مايزيد على سبعمائة ألف من أهل فلسطين - بالعنف والإرهاب والتخويف- على ترك بيوتهم وأرضهم وممتلكاتهم..! ليتحولوا إلى لاجئين – يبلغ عددهم الآن بضعة ملايين - فى الضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان وقطاع غزة! وفى حينها وصف المفكر الفلسطينى الكبير قسطنطين زريق، ما حدث بكلمة «نكبة»، لتصبح هى التوصيف الشائع لما جرى فى ذلك اليوم. ولكن يوم النكبة ذلك هونفسه عيد الاستقلال الآن فى إسرائيل! غير أن القدر شاء – أيضا- أن يكون يوم 15 مايو يوما مثيرا فى مصر، ولكن فى توقيت آخر...، فى عام 1971 بعد ثمانية أشهر من وفاة الرئيس جمال عبدالناصرفى سبتمبر 1970. إنه اليوم الذى شهد –فى 1971- إطاحة أنور السادات، الذى خلف عبدالناصر باعتباره نائبا له، بأهم الوزراء (الحربية والداخلية والإعلام) فى تصرف مقامر، متهما إياهم بمحاولة الانقلاب على نظام الحكم، وأطلق على تصرفه ذلك تسمية لم تصمد مع الزمن وهى ثورة 15 مايو! وأخيرا، فإن 15 مايو كان بالنسبة لى أول مقال أكتبه فى حياتى الصحفية! وكان ذلك فى جريدة الجمهورية (فى 18/5/1972) تحت اسم 15 مايو وقضايا الثورة المصرية، بطلب من الصحفى اليسارى الراحل فتحى عبدالفتاح، بعد أن أحجم هو وزملاؤه عن الكتابة فى موضوع يرفضونه، فكلفنى– أنا الصحفى الجديد تحت التمرين - أن أقوم بتلك المهمة!. وقد نشر الموضوع بداهة دون توقيع لإبراء ذمة الجميع، فى مواجهة الرئيس الأريب الذى كان يعلم خفايا الصحافة. غير أن هذا كله أصبح تاريخا منسيا ولم يتبق من 15 مايو سوى أنه اسم لكوبرى بالقاهرة وآخر بالإسكندرية!