بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
شعرت أمس الأول (18/3) بسعادة وارتياح كبيرين، وأنا أقرأ متابعة الأهرام المفصلة والمصورة لفعاليات القمة المصرية الأوروبية التى جرت يوم الأحد الماضى فى قصر الاتحادية، التى استقبل فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى كلا من أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية، وألكسندر دى كرو ورئيس وزراء بلجيكا، رئيس الاتحاد الأوروبى، وجورجيا ميلونى رئيسة وزراء إيطاليا وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، وكارل نيهامر مستشار النمسا، ونيكوس خريستودوليدس رئيس قبرص.
ووفقا لما ذكره المستشار د. أحمد فهمى، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فقد جرى فى تلك الاجتماعات رفع العلاقات مع مصر والاتحاد الأوروبى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين. هذا فى تقديرى تطور مهم للغاية، فى السياسة الخارجية المصرية، وفى العلاقات المصرية الأوروبية بوجه خاص.
وتخيلت أن مفكر مصر العظيم الراحل د. طه حسين، كان حاضرا فى قلب هذا الاجتماع، تخيلته مرتاحا وسعيدا بما جرى بحثه والاتفاق عليه! فطه حسين كان يدعو ـ باقتناعه العميق، وبحجته القوية- إلى أن تيمم مصر وجهها شطر أوروبا.. نعم اوروبا قبل أى وجهة أخرى. وكما جاء فى كتابه المهم الشهير مستقبل الثقافة فى مصر. إن العقل المصرى منذ عصوره الأولى عقل إن تأثر بشىء فإنما يتأثر بالبحر الأبيض المتوسط، وإن تبادل المنافع على اختلافها، فإنما يتبادلها مع شعوب البحر المتوسط.. وإننا فى هذا العصر الحديث نريد أن نتصل بأوروبا اتصالا يزداد قوة من يوم إلى يوم حتى نصبح جزءا منها، لفظا ومعنى، وحقيقة وشكلا. وعلى أننا لا نجد فى ذلك من المشقة والجهد ما كنا نجده لو أن العقل المصرى مخالف فى جوهره وطبيعته للعقل الأوروبى. تحية إجلال وإكبار- فى تلك المناسبة- لمفكر مصر العظيم طه حسين!