بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
منذ أمس الأول طغى اسم مدينة «رفح» الفلسطينية، والمعبر الواصل بينها وبين الأراضى المصرية، على كل وسائل الإعلام الدولية تقريبا. وبدأت الغالبية العظمى من الناس فى العالم تعرف رفح مؤخرا لأول مرة، فى سياق العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، باعتبارها آخر المدن التى استهدف الإسرائيليون السيطرة عليها فى القطاع! ولكننا – نحن المصريين، كالعادة - نعرف رفح جيدا، مثلما نعرف كل الأقاليم حولنا منذ آلاف السنين..! إن رفح مدينة قديمة وعريقة، تعود المراجع العلمية بنشأتها إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام على حدود مصر الشمالية مع «سوريا»..، وفى عام 217 ق.م. كانت رفح ميدانا لمعركة حامية انتصر فها بطليموس الرابع على الإمبرطورية السلوقية (وهى دولة إغريقية أخرى قامت فى غرب آسيا من 312 ق.م. إلى 63 ق.م.). وتظهر الخرائط البيزنطية للمنطقة فى القرن السادس الميلادى مدينة رفح.. «بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية» ...لعقود طويلة قبل الحكم العربى- الإسلامى. وفى أواخر القرن العاشر الميلاى تحدث العالم الجغرافى العربى «ابن حوقل» عن رفح باعتبارها تقع عند نهاية منطقة فلسطين فى ظل الدولة العباسية.إن هذه المدينة الفلسطينية القديمة والعريقة «رفح» تئن اليوم تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلى، الذى احتلت دباباته ومدرعاته، الجانب الشرقى منها، وقصفت طائراته ومدرعاته المدينة الباسلة مستهدفا إحكام سيطرته الكامله عليها، باعتبار أنها «آخر معاقل حماس»! غير أن إرهاب وقتل وترويع وتجويع أهل رفح الباسلة بحجة «مراقبة المساعدات القادمة إلى غزة عبر محور فيلادلفيا مع مصر»، وما يدفعون إليه من نزوح قسرى، سوف يظل يطارد اسرائيل. بتهمة الإبادة الجماعية الشائنة، والتى أجمع الضمير العالمى، على نحو رائع غير مسبوق، على فضحها وإدانتها.