بقلم - أسامة الغزالي حرب
هذا حديث ذو شجون، أوحت لى به الأنباء التى قرأتها فى صدر صحف الأمس عن زيارة د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أمس الأول السبت لبعض المشروعات الصناعية فى بنى سويف! لماذا...؟ لأنه بالرغم من أن تاريخ الصناعة الحديثة فى مصرعريق نسبيا، يعود بالأساس إلى عهد محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، الذى ندرك أنه وضع الأسس المتينة لها، وعلى رأسها صناعات الغزل والنسيج بالذات... فضلا عن صناعات أخرى مثل النيلة وسبك الحديد، والنحاس، والسكر إلخ. كما شهدت مصر رجال صناعة عظماء، ربما كان طلعت حرب باشا مؤسس بنك مصر وشركاته، وعلى رأسها مصانع المحلة الكبرى فى مقدمة نماذجهم العظيمة. إلا أن الإنتاج الصناعى المصرى الحالى، لا يضع مصر بأى حال بين الدول الصناعية التى يعتد بها فى عالم اليوم، مقارنة مثلا بالهند أو المكسيك أوكوريا الجنوبية. ولقد اجتهد باحثون مصريون دائما ببحث تطور الصناعات المصرية، ربما كان آخرهم الباحث الشاب المجتهد عمر طاهر فى كتابيه عن «صنايعية مصر».. الذى أدرج بينهم سيد ياسين والشبراويشى وماتوسيان....إلخ، وكذلك الكتاب الأخير لمصطفى عبيد بعنوان «سبع خواجات» والذى قرأت انه تحدث فيه عن مؤسس اتحاد الصناعات المصرية هنرى نوس، وصامويل سورناجا رائد صناعة الطوب، وترامبلى صانع الأسمنت، ولينوس جاش فى صناعة النسيج، وكوتسيكا امبراطور السبرتو، وماتوسيان صانع السجائر، ودى زغيب صانع المربى ...إلخ. غير أن الزيارة الأخيرة للدكتور مدبولى لمصانع العربى، أوحت لى بقوة بأهمية ظهور وازدهار وتعدد رجال الصناعة «المصريين»، الذين ظهروا فى العقود الأخيرة، الذين ربما كان المرحوم فريد خميس أبرز أمثلتهم الحديثة....هذه خواطر سريعة متناثرة حول موضوع شديدالأهمية، أعتقد أنه يستحق المزيد والمزيد من المعالجة العميقة!