بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
لم أتصور أننى سوف أضطر يوما إلى أن أهاجم شخصا أيا كان، فلم أتعود أبدا على ذلك، ولكنى مضطر فى هذه المرة! إن كلمة نيتانياهو ينطقها البعض «نتن ياهو» لوصف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو، اشتقاقا من اسمه!.
إننى أهاجم السيد بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، بعدما أعلن حضرته أنه يرفض إقامة دولة فلسطينية بعد نهاية الحرب فى غزة! ووفقا لآخر ماقرأته يوم أمس (20/1) على موقع الـ«بى بى سى» العربى، فإن نيتانياهو أعلن رفضه للمسعى الأمريكى لإقامة دولة فلسطينية،أى أنه بصريح العبارة يرفض حل الدولتين!، أى إقامة دولتين فى فلسطين التاريخية، تتعايشان معا، أى: دولة إسرائيل، ودولة فلسطين! إننى هنا أوجه سؤالا مباشرا لنيتانياهو...«من أنت حتى تعارض قيام دولة فلسطينية»...؟
أى مشاعر تلك، بالغرور والعنصرية، تخول لك الاعتراض على نضال طويل مرير، لشعب يرغب فى الحصول على حقه فى تقرير المصير، وإنشاء دولته المستقلة! هل هى القوة العسكرية؟ ـــ متى كانت القوة العسكرية، مهما تكن إمكاناتها ــ قادرة على قهر إرادة شعب فى الحرية والاستقلال؟ هل أفلحت قوة النظام العنصرى بجنوب إفريقيا فى سحق إرادة الأفارقة فى الحصول على دولتهم التى ناضلوا من أجلها؟ هل أفلح المستوطنون الفرنسيون فى تحقيق أطماعهم فى أن تكون الجزائر فرنسية؟ أنت يا سيد نيتانياهو لا تواجه سكانا أصليين بدائيين، مثل أولئك الذين قهرهم الاستعمار الاستيطانى فى أمريكا وآسيا وإفريقيا، ولكنهم شعب عظيم متحضر، متمسك بقوة وإصرار بوطنه، و يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من شعوب العالم، فدعك من الثقة المفرطة، أو ــ بتعبير أدق ــ الغرور المقيت الذى تغرق فيه!.