بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
مثل كل المصريين، أتابع بشغف مباريات الفريق القومى المصرى فى الدورة الحالية لكأس الأمم الإفريقية، خاصة أن مصر لها تاريخها المشرف فى هذه البطولة، والتى فازت بها سبع مرات. غير أننى وجدت نفسى أقع فى خطأ طريف نابع من تخصصى فى العلوم السياسية، وتأثيره على كيفية تقييمى التلقائى للفرق المشاركة فى البطولة! فإذا كانت المباراة سوف تتم مثلا مع بلد مثل نيجيريا أو غانا أو جنوب إفريقيا أو الجزائر أو المغرب. إلخ أهتم بمشاهدتها، وأتخوف من حدة المنافسة المتوقعة فيها..والعكس إذا كانت المباراة مع بلد ليس له مثل تلك الأوزان الثقيلة سياسيا واقتصاديا!. ولذلك، فعندما علمت بوجود «كيب فيردى» فى المجموعة التى توجد بها مصر (مع غانا وموزمبيق) اعتبرت أنها نقطة إيجابية لمصلحة الفريق المصرى ...لماذا...؟ لأن كيب فيردى (أو: الرأس الأخضر) دويلة صغيرة للغاية. إنها مجموعة من عشر جزر صغيرة (أو ما يسمى أرخبيل) تقع فى المحيط الأطلسى غرب القارة الإفريقية، أمام ساحل السنغال. هل تعلمون عدد سكانها...؟ إنها وفق تعداد سنة 2020 نحو 506 آلاف نسمة! أى ما يقارب عدد السكان فى حى شبرا أو السيدة زينب فى القاهرة! ولكن هذا فى الحقيقة لا يعنى شيئا فى كرة القدم ! أولا، لأن الذين يمثلون كل بلد هم 11 لاعبا فقط، سواء كان تعداد البلد مليونا أو مائة مليون! وثانيا- وذلك هو الأهم - أن هؤلاء اللاعبين الأحد عشر قد يضمون لاعبين ينتمون لذلك البلد الصغير جدا ولكنهم يلعبون ويحترفون فى بعض أكبر الأندية فى العالم ! وذلك ما ينطبق على فريق الرأس الأخضر، الذى سبق أن وصل أكثر من مرة لنهائيات المسابقة، وكان من أبرز لاعبيه هيلدون وراموس الذى لمع فى أندية البرتغال، وهنريك لارسون أحد أشهر اللاعبين فى السويد!... وبتلك المعلومات، جلست أشاهد باهتمام وقلق، مباراة فريقنا القومى، مع فريق البلد الصغير جدا «كيب فيردى»...وربنا ستر!