بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
هل تعلمون أيها القراء الأعزاء...هل تعرفون أيها المصريون، معنى وقيمة الأزهر...؟ الأزهر ليس مجرد مسجد أو جامع كبير فى القاهرة، مثل آلاف الجوامع فى مصر والعالم! والأزهر أيها السادة ليس فقط واحدا من أعظم صروح الحقبة الإسلامية فى الحضارة المصرية منذ العصور الوسطى. ليس على أى منكم سوى أن ينقر على اللاب توب أو الكمبيوتر باحثا عن الأزهر بأى لغة: العربية، أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، فى أى مصدر للمعلومات ..الموسوعة البريطانية، الويكيبيديا...إلخ ليجد الأزهر بين أقدم الجامعات فى العالم. بدأ بناؤه فى سنة 970 ميلادية، وصلى فيه الخليفة المعز لدين الله صلاة الجمعة الأولى من رمضان 361 هجرية (972 م) أى منذ أكثر من ألف وخمسين عاما! ليكون – ليس فقط مكانا للصلاة- وإنما مؤسسة لتعليم الدين والعلوم الأخرى للطلاب من كل أنحاء العالم الإسلامى، من المغرب شرقا إلى إندونيسيا غربا، بل وإلى كل دارسى الإسلاميات فى العالم كله. أقول هذه الكلمات بمناسبة ما قرأته فى أهرام الأمس (8/4) عن مشروع بناء مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة الجديدة، واللقاء الذى تم أمس الأول بين شيخ الأزهر الإمام د. أحمد الطيب، ود.مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، لمتابعة تنفيذ تلك المدينة. وسعدت كثيرا بجهود تسهيل المنح الدراسية لتدريب الأئمة والوعاظ ....إلخ. غير أن ما أحب أن أؤكده هنا، هو ألا تغيب أبدا عملية تحديث وترشيد الخطاب الإسلامى، وتنقيته من الشوائب التى علقت ولاتزال عالقة به، حول كثير من قضايا الحياة اليومية، من مناهج ودراسات جامعة الأزهر بالذات، باعتبارها معقل الدعوة الإسلامية. إن تاريخ الأزهر مملوء بالعلماء الأجلاء والعظام الذين كانوا روادا للإصلاح والتحديث والتنوير، وأملنا كبير فى أن تستمر جامعة الأزهر بالنهوض بتلك المهمة العظيمة،. فهل هناك غيرالأزهر.. من يمكن أن يكون أهلا لها...؟.