د.أسامة الغزالي حرب
لا يمكن أن نتصور استكمال بناء نظام سياسى ديمقراطى حديث و فاعل فى مصر بدون وجود أحزاب سياسية قوية ومتنافسة، ولذلك فإننى متفائل كثيرا بخطوات بناء و تدعيم حزب المصريين الأحرار بتكوينه الجديد الذى يضم حزبى المصريين الأحرار و الجبهة الديمقراطية معا، والذى اعتمدته لجنة الأحزاب السياسية بالقرار الذى أصدرته بتاريخ 27 يناير الماضي، مسجلة إنجازا غير مسبوق فى التاريخ الطويل للحياة الحزبية فى مصر، والذى يزيد عن مائة عام. ولقد بدأت إجراءات الدمج منذ شهر نوفمبر الماضى (2013) بالقرار الذى اتخذه المؤتمر العام ل«الجبهة الديمقراطية« بالموافقة على الإندماج، ثم بالإعلان المشترك للحزبين فى 21 ديسمبر الماضي. غير أن تحقيق هذا الدمج على أرض الواقع، وصولا إلى بناء حزب واحد متماسك، ليس بالأمر السهل فى ضوء الحقيقة التى يجب أن نمتلك الشجاعة لكى نعترف بها دائما، ونعمل بجدية على مواجهتها والتخلص منها، وهى ضعف قدرتنا كمجتمع أو كشعب- على العمل الجماعي. إن المشكلة هنا فى تقديري- ليست سياسية، بقدر ما هى ثقافية و إجتماعية. أقول هذا بمناسبة اللقاء الذى جمع أعضاء الهيئة العليا وقيادات الحزبين فى أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة فى مساء الأحد الماضي(16/2) والذى شهد نقاشا ديمقراطيا صريحا و حادا فى بعض الأحيان، ولكنه بالقطع كان فى إطارحرص الجميع على إستكمال و إنجاز عملية الإندماج و الوصول بها إلى بر الأمان، وكانت تلك الحقيقة هى العامل الحاسم فى تذليل كثير من العقبات المتصورة فى تفاصيل إندماج الحزبين بدءا من الهيئات القيادية المركزية فيهما إلى اللجان النوعية والأمانات الإقليمية فى المحافظات...إلخ . إننى متفائل كثيرا بتلك الخطوة العملاقة ، والتى تضاف بمقتضاها مزايا »الجبهة الديمقراطية« بتاريخه وقياداته وخبرته ، إلى مزايا »المصريين الأحرار« بإمكاناته وكوادره وطموحه، لبناء حزب سياسى كبير و فاعل فى المستقبل السياسى لمصر الجديدة الديمقراطية، مصر25 يناير و 30 يونيو.