أسامة الغزالي حرب
لماذا تعثرت الأحزاب الإسلامية التى وصلت للحكم فى العالم العربي: فى مصر وتونس وليبيا واليمن؟ وهى البلاد التى شهدت ثورات «الربيع العربي»! سؤال هام طرح للبحث فى حلقة نقاشية هامة نظمها «المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية» بالقاهرة.
وشارك فيها نخبة من أفضل شباب باحثى العلوم السياسية فى مصر: على جلال معوض، وبشير عبدالفتاح ود.خالد حنفى وأحمد الباسوسي، وكذلك الدبلوماسى اليمنى المتميز د.حمود ناصر القدمي. لقد شرفت بحضور تلك الحلقة فى يوم الأربعاء الماضي(19/2) التى طرح للنقاش فيها بحث ممتاز لجلال معوض فسر فيه إخفاق الأحزاب الإسلامية بالأثر السلبى للإستخدام السياسى للدين، وافتقار تلك الأحزاب إلى القيادات الكارزمية أو الكفء، وضعف القدرة على الأداء والإنجاز، ثم تناول المعقبون الثلاثة عليه بالتفصيل أيضا حالات الإخفاق فى مصر وتونس وليبيا والمغرب. غير أن حضورى فى تلك الندوة المتميزة أثار فى ذهنى أيضا سؤالا يلح على كثيرا، وهو: إلى أى مدى يستد صانع القرار فى مصر ويستفيد من الدراسات العلمية العميقة فى العلوم السياسية بفروعها المختلفة؟ وإلى مدى يستند الأحزاب السياسية من تلك الدراسات والخبرات؟. إننى أدرك بالطبع أن «ممارسة» السياسة فى العالم كله ليست حكرا على دارسى «العلوم السياسية» بل هى متاحة لكل مواطن أيا كانت درجة تعليمه أو نوعية تخصصه العلمي....إلخ ولكن من الصحيح أيضا أن نسبة كبيرة من السياسيين فى الديمقراطيات العريقة (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا،الولايات المتحدة، الهند، اليابان...إلخ) يكونون من دارسى القانون والعلوم السياسية. غير أن الأهم من ذلك هو الإستعانة بتلك التخصصات والخبرات فى رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وأجهزة المخابرات وغيرها من أجهزة صنع السياسة الخارجية، فضلا بالطبع عن الأحزاب السياسية التى يفترض ألا تكتفى بالتنشئة السياسية لأعضائها، وإنما تعمل أيضا على تثقيفهم وتدريبهم سياسيا.
نقلاً عن "الأهرام"