أسامة الغزالي حرب
حالة التفاؤل التى تسود بين قطاعات شعبية عديدة باختيار المهندس إبراهيم محلب رئيسا لمجلس الوزراء، خلفا للدكتور حازم الببلاوى، لها أسبابها المنطقية.
فمع التسليم بأن محلب سوف يواجه بالطبع القضايا والمشكلات نفسها التى واجهها الببلاوى ، وبالذات فى مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية، أن أسلوب محلب سوف يختلف بالقطع عن أسلوب الببلاوى. وبعبارة أخري، فإن محلب لا يمتلك عصا سحرية افتقدها الببلاوي، ولكن الفارق يكمن فى اختلاف طريقة التعامل مع المشكلات و الأزمات بين عقلية و أسلوب «أستاذ جامعي» وعقلية و أسلوب «مهندس». الببلاوى كان يعمل أساسا من مكتبه فى مجلس الوزراء، وذلك هو الأمر المعتاد أو التقليدي، أما محلب فلم ولن يكون أبدا أسيرا لمكتبه. وعندما كانت تقع مظاهرات أو اعتصامات فئوية أو عمالية كان يذهب إليها محلب ويناقش المحتجين ويسعى لتفهم وجهات نظرهم، وكان دائما تقريبا ينجح فى مهمته، ببساطة لأنهم يشعرون بصدقه معهم وقربه منهم. هذا هو المفتاح الأساسى لفهم شخصية محلب:العمل الميدانى المباشر مع الناس وبينهم، وهو أمر تترتب عليه تبعات أخرى بالضرورة، أهمها أنه أسلوب لا ينجح إلا إذا رأى الناس بأعينهم إنجازا فعليا متحققا أمامهم وبين أيديهم، لأن الهدف ليس أن تقول كلاما يعجب الناس والسلام. ذلك هو ما يفعله إبراهيم محلب، أى أن يتحول كلامه و وعوده إلى إنجاز فوري. ثم يزيد من ذلك ويؤكده أن محلب لم تكن له «أجندة خاصة»، إن عمله كان دائما واضحا وفى النور من أجل خدمة بلده، ببساطة، ودون شعارات. ولذلك فإنه عندما يقول محلب إنه لا وقت للكلام، ويتململ من كثرة «الحواديت» فإن علينا أن نصدقه وأن ندعو له بالتوفيق.
نقلاً عن "الأهرام"