د.أسامة الغزالي حرب
فى مساء الخميس الماضى (27/2) ووسط الأنباء المتوالية بشأن التطورات السياسية المثيرة فى مصر ، نبهنى أحد الأصدقاء الأذكياء جدا إلى نظرية فى عالم الإدارة ، تنسب إلى أستاذ الإدارة الأمريكى "لورنس بيتر" ونشرها فى عام 1968فى كتاب بعنوان «مبدأ بيتر».
حول ملاحظة أنه فى التسلسل الإدارى (الهيراركى) فى المنظمات والشركات فإن الموظف عادة ما يترقى أو يصعد فى السلم الإدارى إلى أن يصل إلى مستوى اللا كفاءة، أو اللا صلاحية! فالموظف يظل يترقى طالما كان قادرا على إثبات جدارته أو كفاءته ، ولكنه سوف يصل إلى نقطة يفشل عندها فى الترقى لوظيفة معينة لأنها تكون فوق مستوى قدراته، ويصعب عليه بالتالى أداؤها، ويثبت عند ذلك المستوى. ومع مرور الوقت، فإن كل موقع فى التسلسل الإدارى سوف يشغله شخص ما غير كفء لتولى المهام الجديدة. أيضا فإن "مبدأ بيتر" يشير إلى أن الترقى أو التصعيد إلى المواقع القيادية الأعلى قد لايرتبط بالضرورة بعجزأو عدم كفاءة الموظف، وإنما قد يكشف بالأحرى حاجة الموقع الجديد إلى مهارات وقدرات لا يمتلكها الموظف. وقد لخص د.بيتر فكرته فى القول:"إن القشدة ترتفع حتى تفيض على جوانب الإناء". هذه المشكلة التى تشير إليها "نظرية بيتر" يمكن حلها عن طريق التدريب والتعليم المستمر، ومع ذلك، وحتى مع توافر ذلك التدريب الملائم فإن كلمات حرة نظرية بيتر تتوقع أن يصل الموظف فعليا إلى موقع يجد نفسه فيه غير كفء بعد ذلك الترقى المتوالى. لقد كان هذا الحديث كما قلت بمناسبة التطورات السياسية فى اليومين الأخيرين، فبالرغم من أن عالم السياسة يختلف عن عالم الإدارة، إلا أن هناك بالقطع نظريات فى الإدارة يمكن أن ترشدنا وتفسر لنا الكثير من ظواهر السياسة!
نقلاً عن "الأهرام"