د.أسامة الغزالي حرب
في كلمات حرة عن سد النهضة, يوم الأربعاء الماضي(3/5) وفي سياق الحديث عن التواصل الشعبي مع إثيوبيا,
انتهيت بتساؤل عما اذا كان من الصحيح أن السفير المصري في أديس أبابا قد اعتذر عن استقبال وفد شعبي إثيوبي راغب في رد زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصري الذي سبق أن سافر الي هناك برئاسة الأستاذ محمد الجندي..؟
لقد وصلتني علي الفور اجابة مسهبة وبليغة من سفيرنا هناك محمد ادريس الذي سمعت عنه اطراء كثيرا من السفراء المخضرمين: عبد الرؤوف الريدي ومحمد شاكر والسيد أمين شلبي, الذين أشرف بمزاملتهم فيالمجلس المصري للشئون الخارجية. ومن بين ماجاء في رسالة السفير ادريس: أن الوفد الشعبي الاثيوبي. يضم نحو50 شخصية بارزة من مختلف قطاعات و مناشط الشعب الإثيوبي الشقيق. وقد بادرت الي دعوة الوفد, والتقيت به بكامل اعضائه مع كبار المسئولين بالخارجية الإثيوبية.
وكنت علي وشك السفر مع الوفد الي القاهرة, ثم جاءت الاتحاديه وفاضت ميادين وشوارع العاصمة بتظاهرات أدت الي تأجبل الزيارة إلي حين ملاءمة الظروف, لاتمام الزيارة, وأدفع لأن يكون ذلك في أقرب وقت, فكل أعضاء الوفد أصدقاء شخصيين.. لقد أضر كثيرا بقضيتنا اختزال العلاقات مع اثيوبيا في ملف السد, لذا تنتهج السفارة المصرية في أديس أبابا, بكامل فريق عملها, نهج تعميق وتعزيز التواصل في علاقات البلدين بكافة أبعادها و جوانبها ومساراتها, الرسمية والشعبية. وقد تحققت نجاحات في كل ذلك, ليس أقلها أنه بعد المؤتمر السري العلني الشهير, الذي أوضح كيف نخلط الجد بالهزل في التعامل مع قضايانا القومية الهامة, فقد ظلت العلاقات قائمة ولم تنقطع, وظل التواصل كاملا علي كافة المستويات, وظلت زيارات الوفود المتبادلة سارية في مجراها. هذه الجهود ستتواصل وتستمر بدأب ودون كلل من منطلق الواجب المهني والمسئولية الوطنية والألتزام القومي.
هذا غيض من فيض رسالة سفيرنا المتميز في إثيوبيا, وهي توحي بروح الجدية والاحساس بالمسئولية الوطنية اللازمين اليوم في التعامل مع التحديات الخطيرة لمصرنا العزيزة وأمنها.
نقلاً عن "الأهرام"