د.أسامة الغزالي حرب
القرار الذى أصدرته المملكة السعودية مؤخرا باعتبار تنظيم الإخوان المسلمين تنظيما ارهابيا، يمكن وصفه بأنه قرار«تاريخى» سوف تكون له آثار بعيدة المدي، ليس فقط على الاخوان،
وانما أيضا على الأوضاع السياسية فى بلدان الخليج و الجزيرة، بل وفى كل الأقطار العربية. وبعبارة محددة، فان حظر الإخوان المسلمين فى أكبر دولتين عربيتين (السعودية ومصر) يسدد ضربة قاضية للتنظيم الأهم فى المنطقة، والذى انتشر فيهما منذ مايقرب من 85 عاما.
ومن الممكن أن يمتد ذلك الحظر تدريجيا الى أقطار عربية أخري، سبق وأن كانت لها معاركها مع الاخوان! الأمر الذى يسجل نكسة خطيرة، بل وربما تكون ضربة قاضية للاخوان. غير أن القرار السعودى أدرج فى قائمته- بالاضافة الى الإخوان- تنظيم القاعدة وفروعه فى الجزيرة العربية واليمن والعراق والدولة الأسلامية فى العراق و الشام(داعش) وجبهة النصرة فى سوريا، وحزب الله فى السعودية، وجماعة الحوثي، وهو مايغرى بلدانا أخرى يتصور أن تكون مصر فى مقدمتها- لأن تعتمد تلك «القائمه» أيضا.
وبعبارة أخري، فانه إذا كان القرار المصرى بتصنيف الاخوان جماعة إرهابية قد شجع السعودية على السير قدما فى هذا الاتجاه، فان «القائمة» السعودية سوف تكون بدورها نموذجا يمكن أن تحتذيه مصر و غيرها من الأقطار العربية. وفى واقع الأمر، فان مايجمع تلك التنظيمات كلها تقريبا هو استعمالها للدبن كسلاح سياسى، أو خلطها السياسة بالدين على نحو أضر بالدين و بالسياسة معا، وجعلها العنف واراقة الدماء وكأنهما عنوان للاسلام، ولذلك لم يكن مصادفة ان تجد تلك التوجهات أقوى رفض لها من السعودية (مهد الدعوة الاسلامية) و مصر(منارة تلك الدعوة للعالم كله).