د.أسامة الغزالي حرب
عندما أهم بكتابة »كلمات حرة« أضبط نفسى غالبا متلبسا بالحديث فى موضوع »سياسى«! تلك ظاهرة مفهومة، ولكنها ليست صحية على الاطلاق! هى مفهومة، لأكثر من سبب ربما كان أهمها أننا فى مصر ما نزال نعيش فى أجواء تغيير ثورى منذ 25 يناير 2011 ومرورا طبعا بيونيو 2013 حتى اليوم.
صحيح أن الثورات تنطوى- بحكم التعريف- على تغيير شامل فى جميع نواحى الحياة، لكن يظل الشق »السياسى«هو الأبرز حتى الآن،وبعبارة أخرى، فانه فى حين تفترض الثورة احداث تغيير جذرى و شامل وسريع فى مؤسسات الدولة و المجتمع وعلاقاتها و ممارساتها، فاننا لا نستطيع أن نقول أن ذلك هو ماحدث بالفعل، على الأقل حتى الآن،! السبب الثانى، أن المؤسسات الاعلامية والصحفية فى بلادنا أى البلاد الاقل تقدما- اعتادت اعطاء هذا الوزن الزائد لـ «السياسة« باعتباره أكثر المجالات ضوضاء و جذبا للاهنمام و الاثارة،بالقياس الى المجالات الاخرى الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية و العلمية...الخ والتى عادة ما تتحدث عن الابتكارات العلمية والانجازات التكنولوجية، فضلا عن الابداعات فى مجالات الفنون و الآداب...الخ اننى أتمنى وأوقن أن كثيرين يشاركوننى ذلك- أن يعود التوازن الى حياتنا العامة لتحتل فيها الجوانب الاجتماعية والعلمية والثقافية ، بكل أبعادها و خصوبتها و غناها ، ما تستحقه من مكانة و اهتمام ومتابعة، وأن ينعكس ذلك على الصحف و المجلات و ملاحقها المتخصصة، وعلى الاعلام المسموع و المرئى. وأخيرا يتبقى القول إنه من المطلوب أيضا، بل من المحتم، أن تتواكب تلك الوسائط كلها مع التحدى المذهل ، فائق السرعة ، الذى أخذت تشكله الوسائط الالكترونية وما صحبها من شبكات التواصل الاجتماعى الجديدة والمتجددة، والتى استجابت لها مجتمعاتنا بدرجة ربما تتجاوز واقعها الاجتماعى و الثقافى، وهذا كله لحسن الحظ- بعيد عن »السياسة« على الأقل بمفاهيمها الضيقة التقليدية، وهذا أيضا ما سوف أستوعبه وأسعى لتطبيقه و ممارسته فى كلماتى التى أرجو أن تكون دائما وفعلا«حرة«!