د.أسامة الغزالي حرب
لا أجد الكلمات المناسبة التى أستطيع أن أعبر بها عن شعورى العميق بالتقدير والاحترام للرئيس عدلى منصور، ولكل من أسهم فى إحياء الاحتفال بـ"عيد الفن".
والواقع أن المستشار عدلى منصور لا يكف عن إدهاشنا بمبادراته و رؤاه الثاقبة فى كل ما اقدم عليه من قرارات وتصرفات. لقد سبق أن كتبت (28 يناير 2014) أثنى على قراره بإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، وعلى المنهج الديمقراطى المسئول الذى اتبعه فى اتخاذ ذلك القرار فى حينه. والآن، أجد لزاما علىَ أن أكرر الإشادة بعدلى منصور لدعمه وتشجيعه ومشاركته الشخصية فى الاحتفال بيوم الفن.
فمثل هذا الاحتفال لا يتم إلا بحضور رئيس الجمهورية، أعلى سلطة فى الدولة المصرية، وبمشاركة وحضور قياداتها ورموزها الوطنية والسياسية. إن مصر قد تكون منتجة لبعض السلع الصناعية المحدودة، وهى دولة زراعية بامتياز، ولكن انتاجها الزراعى يقصر عن الوفاء بكل احتياجاتها. أما المنتج المصرى المميز، والقوى، والمتجدد، فقد كان ولايزال هو المنتج الثقافى، وفى القلب منه المنتج الفنى، فى المسرح والسينما والموسيقى والغناء. وكان أمرا مبهرا ورائعا أن ترددت أسماء نجوم مصرية عظيمة فى احتفال يوم الفن: فاتن حمامة، سميحة أيوب، ماجدة، شادية، نادية لطفى، محمود ياسين، عزت العلايلى...وغيرهم من شخصيات موهوبة أحبها المصريون، بل أحبها وتعلق بها العرب جميعا من المحيط إلى الخليج! إن الاحتفال بهذا العيد هو علامة هامة ومبشرة على أن مصر تستعيد اليوم عافيتها، وتعود بحق إلى جوهر روحها وطابعها القومى الأصيل، القائم على الاعتدال والتسامح، وعلى الانفتاح الثقافى والحضارى. غير أن الاحتفال يذكرنا أيضا بأهمية وضرورة مراجعة كل الأوضاع والظروف التى تعوق نهضة الفن المصرى، بكافة أشكاله وألوانه، لتعود لمصر - بعد طول غياب- روحها الطيبة الأصيلة!
نقلاً عن "الأهرام"