د.أسامة الغزالي حرب
الحملة التى بدأت من الجامعة البريطانية بالقاهرة، والتى تتبناها وتشجعها د.ليلى اسكندر وزيرة البيئة تحت عنوان “ياللا شمس” تثير الكثير من الإعجاب، وتستحق كل تجاوب وتشجيع.
لقد شاهدت فيديو لاحتفال بالجامعة البريطانية بالقاهرة تم فى 18 مارس الماضى، يتحدث فيه صاحب المبادرة د. أحمد موسى عن الفكرة، وداعيا إلى الاستعانة بالطاقة الشمسية لحل مشكلات الطاقة فى مصر بالاعتماد على الذات والمبادرات الفردية.أى ان جوهر الدعوة ليس هو فقط الإتجاه للطاقة الشمسية كطاقة بديلة ونظيفة، وإنما أيضا أن يتم ذلك من خلال الاعتماد على الذات فى المنازل، والمصانع، والوحدات الإنتاجية، وعدم انتظار إجراء أو سلوك حكومى ما. الفكرة رائعة، وهى نموذج حى للمبادرات الخاصة الشجاعة والمدروسة ، من أجل تحقيق هدف قومى شديد الأهمية، وهو توفير مصادر متجددة ونظيفة للطاقة فى مصر، التى بدأ ينضب معين مصادرها التقليدية. وفى واقع الأمر، فإن مسألة التحول إلى الطاقة الشمسية، يقال عنه كلام كثير فى مصر بدون أن يصادف تطبيقا حقيقيا وفعالا، بالرغم من جدية مشكلة الطاقة، وبالرغم أيضا من السهولة النسبية لتوفير المصادر البديلة. وليست مسألة سطوع الشمس فى بلدنا محل أى نقاش، ولكن المهم هو توفير التكنولوجيا الرخيصة لتصنيع أجهزة توليد الطاقة الشمسية، واستعمالها فى كافة الأغراض اليومية. إننى أعتقد أن د.ليلى اسكندرتستطيع بالفعل أن تدعم وتقود تلك الحملة للتحول إلى الطاقة الشمسية، وأن تعبىء طاقات وقدرات وزارة البيئة للوقوف وراء حملة بدأت من بين الشعب، من بين المواطنين أنفسهم، وليس من جهة حكومية. وهذا فى حد ذاته يعطى مصداقية إضافية للفكرة، ويوحى بإمكانية حقيقية لتبنيها طوعيا من المصريين. وأخيرا، أليست تلك الروح الشعبية المبادرة، هى أيضا إحدى نتائج وملامح ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟.
نقلاً عن "الأهرام"