د.أسامة الغزالي حرب
الخبر الذى نشرته عدة صحف بريطانية كبري(إندبندنت،وميرور، والديلى ميل) عن اغتصاب سائحة بريطانية فى أحد الفنادق الكبرى فى شرم الشيخ، والذى غطته أيضا الصحافة المصرية، يثير عددا من النقاط المهمة: أولا، مع التسليم بأن واقعة اغتصاب سائحة، فضلا عن أى حادث تحرش بالسياح،
هو جريمة مشينة يجب أن تعامل بكل حزم و صرامة، إلا أننا يجب أن نعترف بأن المشكلة الأكبر هى تلك القناعات (ولا أقول مجرد الانطباعات) لدى الصحافة البريطانية، ولدى وزارة الخارجية البريطانية، بوجود ظاهرة تحرش و اختفاء للأمن لدى زيارة السائحين مصر منذ ثورة 25 يناير حتى الآن.وكما جاء فى بيان وزارة الخارجية البريطانية فقد «تعاملت الوزارة فى عام 2013مع 23 حالة اعتداء جنسى و6 حالات اغتصاب كان بعضها ضد قاصرين». ثانيا،أن الحكومة البريطانية باعتبارها حكومة دولة ديمقراطية عريقة تحترم تماماحقوق مواطنيها لن تتوانى عن التحقيق فى الواقعة بكل جدية و صرامة، أيا كانت التكلفة، بما فى ذلك إمكان عودة السائحة بصحبة فريق من المحققين لاستكمال التحقيق فى بلاغها، فضلا عن أن الإنتربول (البوليس الدولى) طلب البحث عن مرتكب الجريمة وعدم إغلاق الملف حتى يتم القبض عليه.ثالثا، فى حين أن رشا عزازى المتحدثة باسم وزارة السياحة أكدت خبر الإغتصاب، فإن مانسب للدكتورة هبة زهران(رئيسة لجنة الموارد البشرية بجنوب سيناء) كان غير موفق على الإطلاق، حيث دار كل حديثها حول «سلوك» السيدة البريطانية، وأنها كانت «تحت تأثير الخمر» فما هو دليلها، وهل يعنى ذلك التشكيك فى أقوال أى سائح لمجرد أنه يتعاطى الخمر، أم أن لديها إثباتا أن السيدة كانت فى حالة سكر شديد؟ وأخيرا أود أن أعرب عن بالغ التحية و التقدير للوزير المتميز هشام زعزوع على الصرامة و الحزم الذى تصرف بهما، وتجاوبه الفورى مع دعوات التحقيق فى الواقعة ، وقراره بإلغاء ترخيص فندقين كبيرين بشرم الشيخ لإهمالهما.فبذلك الوضوح و الحسم تستعيد السياحة المصرية سمعتها و كرامتها!
نقلاً عن "الأهرام"