د.أسامة الغزالي حرب
إبنتى العزيزة ميادة أشرف...أعرف أن هذا الخطاب سوف يصلك بعد فوات الأوان، ولكننى أشعر أننى يجب أن أكتبه! لقد كنت ياميادة أتمنى أن أتشرف بلقائك، فليس أعز لدى شخصيا من التعرف على أولئك الشابات والشبان الموهوبين الذين كانوا متفوقين فى دراستهم الثانوية، وكانوا يحلمون بالعمل فى الصحافة ، خاصة أولئك القادمين من خارج القاهرة ، من ريف الدلتا و من الصعيد!
واضح أنك كنت من هؤلاء ياميادة. لقد رأيت – على الإنترنت-صورة شهادة التفوق المعلقة على جدران بيتك، مكتوبا فيها:«يسر مدرسة إسطنها الثانوية المشتركةمنح هذه الشهادة للطالبة ميادة أشرف رشاد يوسف تقديرا لحصولها على المركز الأول بالشهادة الثانوية أدبى»! إننى – بدون أن أعرفك مباشرة- أدرك تماما نقاءك وتفاؤلك وروحك الجميلة، فابتسامتك، وكلماتك، وكلمات كل من عرفوك، تقول كل هذا و أكثر ياميادة! لقد شعرت بذلك كله فى لحظة عندما علمت بالرصاصات الغادرة الجبانة التى اصابتك يا ابنتى الحبيبة!
وغالبت دموعى وأنا أنقب فى «الإنترنت» عن كل مايتعلق بك، لأتأكد أنك – كما توقعت تماما- كنت صحفية موهوبة و نشيطة، وتغطياتك الصحفية واسعة وشاملة ، أكبر من عمرك بكثير.واستمعت إلى نص مكالمتك فى البرنامج التليفزيونى وأنت تتحدثين عن تفاصيل احتجاز الإخوان لك بجامعة الأزهر واستيلائهم على الكاميرا وعلى هاتفك المحمول، وإلى ردك على سؤال المذيعة: هل اعتدوا عليك بالضرب أو بالسب ، بقولك بخجل «بالسب يافندم!» وياليتهم وقفوا عند ذلك ياميادة، بل قتلك المجرمون ولم تبلغى بعد، الثالثة والعشرين! لقد كنت أتمنى- كما قال والداك المكلومان، أعانهما الله على فراقك الصعب والهمهما الصبر- أن أحضر زفافك ياميادة، وليس عزاءك! ليرحمك الله، وليبارك روحك الطاهرة ياميادة!
نقلاً عن "الأهرام"