د.أسامة الغزالي حرب
بعض الذين يعلنون أنهم لن ينتخبوا عبد الفتاح السيسى رئيسا، يبررون ذلك برفضهم تدخل الجيش فى السياسة. وبالطبع ، فإن من حق اى مواطن أن ينتخب المرشح الذى يفضله، ولكن من المفترض أيضا مناقشة كل الحجج التى تطرح من كل الأطراف، أمام الرأى العام وبكل وضوح وشفافية.إننى أقول،
إن فى مقدمة أسبابى لتأييد عبد الفتاح السيسى هو أنه مرشح قادم من الجيش، جيش مصر! أقول ذلك وانا لست فقط ممارسا للسياسة، ولكننى أيضا دارس لها! وأسبابى لذلك واضحة ، مع كامل التقدير للمرشح المنافس الرئيسى حمدين صباحى. ولن أضرب هنا الأمثلة التقليدية عن حالات أيزنهاور وديجول كرئيسين عسكريين لدولتين عريقتى الديمقراطية! ولن أكرر أن وجود رئيس من الجيش لا يعنى بالضرورة أن الجيش هو الذى يحكم، وحالات عبد الناصر والسادات وحتى مبارك دليل على ذلك! ولكننى أقول إن من الضرورى أن تكون للحاكم، كى يستطيع أن يمارس سلطته فعليا، قاعدة صلبة للقوة وللشرعية، خاصة فى لحظات الخطر. وإذا كان مناط الشرعية فى المجتمع الديمقراطى هو- بالطبع- الانتخابات العامة،فإن الانتماء الأصلى للمرشح عبد الفتاح السيسى، للجيش يضيف إليه - بلا أدنى شك- مبررات للثقة وللاطمئنان الشعبى. إن مصر الآن فى لحظة استثنائية لا يمكن إنكارها، وهى أيضا فى معركة فرضت عليها فرضا، وأثرت بشكل شديد السلبية على أوضاعها الأمنية والاقتصادية. وتلك الحقائق هى التى دفعت أستاذنا الجليل محمد حسنين هيكل لأن يصك – بحنكته و رؤيته الثاقبة – تعبيره الدقيق وهو أن السيسى هو «مرشح ورئيس الضرورة». نعم الضرورة! أما الذين يقولون إن ذلك يعنى تدخلا من الجيش فى السياسة،فهم يعيشون فى عالم نظرى، خيالى وافتراضى، لاعلاقة له بأوضاع مصر الراهنة، ولا تاريخها، ودور الجيش فيها .أما عندما تنضج القوى السياسية المدنية، ويشتد عود أحزابها السياسية ، ويشعر بها المواطن فى كل أنحاء مصر – كما يشعر بقواته المسلحة!- فسوف يرحب جميع المصريين بذلك، بمن فيهم بالطبع جيشهم الوطنى.
"الأهرام"