توقيت القاهرة المحلي 04:56:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بل هي محنة ثقافية‏!‏

  مصر اليوم -

بل هي محنة ثقافية‏‏

د.أسامة الغزالي حرب

هل شاهدتم صور الجثث الملقاة في الشوارع‏,‏ وتلك المحمولة علي عربة كارو في أسوان عقب الاشتباكات القبلية المشينة هناك‏,‏ وكأنها صور التطهير العرقي في رواندا التي اقشعرت لها أبدان العالم يوما ما؟. أعلم أن في تشبيهي ذلك مبالغة, ولكنه الخوف و الحرص علي روح مصر! هل هذه هي أسوان إحدي أجمل مدن مصر و واحدة من أجمل مشاتي العالم؟ هل كان أكثر الناس تشاؤما يتصور أن يقتل مصريون بعضهم بعضا علي الهوية؟ علي العرق؟ أين التعليم, أين الإعلام, أين أجهزة الثقافة؟ أين الدستور, وأين المواطنة؟ في أسوان- في حدود علمي وخبرتي المباشرة- قصر للثقافة فاخر و مشرف, وفي أسوان أيضا مالايقل عن ستة بيوت للثقافة, كانت يوما, ويمكن أن تكون دائما, منارات للإبداع الفني و الأدبي وللتفاعل الفكري بين مواطني أسوان بكل انتماءاتهم.ماذا فعلت تلك القصور و البيوت؟ نعم, هناك تقصير أمني فادح يجب ان يكون محلا للتحقيق و المحاسبة, وأوكار المخدرات وكميات السلاح الهائلة التي تدفقت, هناك جرائم ينبغي القضاء عليها, فضلا عن معدل البطالة المفزع, الذي ضاعف منه شلل النشاط السياحي.ولكن علينا أن نعترف بأن المحنة في أسوان هي محنة ثقافية في المقام الأول, هي الواقع المؤلم للقيم و التقاليد و الممارسات التي تكرس للقبلية, بعيدا عن روح المواطنة! لقد كان مهما سفر رئيس الوزراء إلي هناك لاحتواء الموقف, ولكن لم يكن غريبا أن تجددت بعد عودته للقاهرة أعمال العنف و القتل, فالسلاح المتراكم والمخدرات وجيوش العاطلين لن تختف بين يوم وليلة! ينبغي التصدي للقيم و التقاليد البالية التي فرضت نفسها في غياب أي جهد ثقافي مخطط و مدروس طوال السنوات الماضية! أدعو ان يذهب إلي أسوان شخصيات اسوانية ونوبية لها مكانتها مثل علاء الأسواني ومحمد منير. علينا أن ننبه أبناء النوبة و أسوان إلي أن مايحدث يدمر بلدهم وسمعتها, ويضرب في مقتل النشاط السياحي الذي هو عصب الاقتصاد في أسوان, والأهم من ذلك أنه يصيب و يهين روح مصر التي لم تعرف أبدا ذلك العنف العرقي المشين, وسوف تلفظه بسرعة بإذن الله! "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بل هي محنة ثقافية‏‏ بل هي محنة ثقافية‏‏



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon