د.أسامة الغزالى حرب
احتفال الأهرام اليوم بعيد ميلاد عبد الرحمن الأبنودى هو تصرف يليق بتاريخ الأهرام، وبدوره فى الحياة الثقافية المصرية. فالأبنودى هو أحد عمالقة الشعر المصرى المعاصر،
وهو أول شاعر عامية مصرى يفوز بجائزة الدولة التقديرية (عام 2001) وإنتاجه الغزير تضمه دواوين عديدة بدءا من «الأرض والعيال» وحتى «المربعات» الأخيرة، وإن تصدرتها بالقطع «السيرة الهلالية». بالنسبة لى شخصيا انتبهت بقوة إلى شعر الأبنودى، مع العديدين من أبناء جيلى، ونحن فى المرحلة الثانوية من خلال قصيدته الشهيرة «رسائل حراجى القط»! إن قصة بناء السد العالى كانت جزءا من مكونات الوعى السياسى لجيلنا، خاصة وانه قد أتيحت لنا مشاهدته، فى أثناء بنائه فى «الرحلة» المدرسية الى أسوان، والتى كانت تقليدا
رسميا فى ذلك الحين. فى تلك الأجواء، أو ربما بعدها بقليل ذاعت رسائل حراجى القط، العامل الريفى ـ الذى أرسل للعمل فى السد العالى ـ إلى زوجته فاطنة (فاطمة!) عبد الغفار. والواقع أن رسائل حراجى القط لزوجته، مالبثت أن ماثلتها بعد سنوات قليلة الرسائل التى تلقاها الابن «عبد الودود» والتى كتبها أحمد فؤاد نجم فى قصيدته «واه ياعبد الودود يا رابض عالحدود» والتى حملت أيضا آمال جيلنا فى الانتصار على العدو الإسرائيلي. ولقد تم بناء السد العالي، كما تم الثأر لهزيمة 1967 بحرب 1973، وبقيت الرسائل إلى حراجى القط، وإلى عبدالودود خالدة فى الأدب المصرى المعاصر. تبقى لى كلمة، وهى أننى أناشد الشاعر الكبير، ابن الصعيد، عبد الرحمن الأبنودى، أن يشجع، وان يشارك فى جهد شعبى، لمواجهة المحنة التى تعانى منها أسوان، درة صعيد مصر، فليس بالأمن والجيش وحدهما يعود السلام، ويستقر الامن، وتلتئم الجراح!
نقلاً عن "الأهرام"