د.أسامة الغزالي حرب
لا أستريح كثيرا للأحاديث واللغط الذى يثار حول ترشح اللواء مراد موافي، مدير المخابرات العامة الأسبق للرئاسة. إن من المؤكد أن من حق اللواء موافى أن يفكر فى ترشيح نفسه للرئاسة مثل أى مواطن،
ومن المؤكد أيضا أن اللواء موافى يمتلك من المؤهلات والخبرات ما يؤهله لأن يكون مرشحا رئاسيا «حقيقيا»! ولقد تعرفت شخصيا على اللواء موافى منذ فترة ليست طويلة، وأعرف أنه كان فعلا يفكر فى ترشيح نفسه لذلك المنصب، وأبلغ فكرته تلك لعدد من المحيطين به، والتقى ببعض الشباب و الشخصيات العامة. ليس فى ذلك كله أية مشكلة، ومن المؤكد أن عديدين فى مصر فكروا بتلك الطريقة، ويستحقون أن يكونوا مرشحين رئاسيين! ولكن من الصحيح أيضا، أن الظروف و التطورات السياسية (وأيضا المصادفات و الحظوظ) تتدخل فى أختيار أى رئيس فى أى بلد فى العالم، وليس فى مصر فقط. ولقد شاءت الظروف أن يكون المشير(ساعتها الفريق أول السيسي) على رأس المؤسسة العسكرية فى لحظات الخطر التى أحاطت بالأمة المصرية إبان حكم الإخوان المسلمين، فأدار- مع زملائه من كبار قادة الجيش- تلك الفترة بحكمة و اقتدار، واستطاع أن يقود سفينة الوطن إلى بر الأمان بأقل الخسائر من خلال التوافق على »خارطة الطريق« وبدء تنفيذها، والأستجابة للثورة الشعبية فى 30 يونيوللإطاحة بحكم الإخوان المسلمين! وكان ذلك الموقف من السيسى هو الذى رفع شعبيته إلى عنان السماء، فى مصر كلها، وأتاح له الفرصة لأن يكون المرشح الرئاسى الأوفر حظا للنجاح.ومع ذلك يظل من المؤكد أن من حق اللواء موافى أن يتقدم للترشح، ولكنى أتمنى ألا يحدث ذلك، لأن وجود أكثر من مرشح ينتمى للقوات المسلحة ليس هو الوضع الأمثل! ولذلك فإننى أصدق تماما ما نسب إلى اللواء موافى من قوله أنه سيمنح السيسى صوته فى الإنتخابات وسيدعمه بكل قوة عند ترشحه، رافضا المتاجرة باسمه فى وسائل الإعلام. هذا موقف محترم ومسئول وغير مستغرب على الإطلاق من اللواء مراد موافي، أرجو أن يجد صداه لدى محبيه وانصاره العديدين!
"الأهرام"مراد موافى!