د.أسامة الغزالى حرب
هل شاهدتم حوار الإعلامى المتميز جمال عنايت مع سائق التاكسى البطل الذى طارد الإرهابى الذى ألقى قنبلة على قسم شرطة الدقى ، فى قلب القاهرة، فى الساعة السابعة صباح الثلاثاء الماضى (15 إبريل) وأصاب عددا من أمناء الشرطة ؟ الحوار- إبتداء- هو سبق يستحق جمال التهنئة عليه!
غير أن رواية هذا السائق، هذا المواطن المصرى، كانت لها أكثر من دلالة لا يمكن تجاهلها. إنه مواطن بسيط، واضح من حديثه أنه لم يتلق قسطا يعتد به من التعليم، ولكنه يحمل الصفات النمطية للمصرى، التى تصورنا أنها اختفت أو ضاعت. صفات إبن البلد بكل مافيها من شهامة، وتدين فطرى رافض للمتاجرة بالدين، ونفور من العنف والدماء، واحترام عميق للقاتون، وإكبار لمعنى الدولة. يساله جمال عن نفسه، فيقول أنه متزوج وله أربعة أولاد، وعن التاكسى فيقول أنه إشتراه بالتقسيط وعليه 55 كمبيالة، ولكنه دمر تقريبا فى الحادث، ولكنه يستطرد مش مشكلة التاكسى، أنا عايز أى واحد مواطن مصرى يشوف حاجة غلط قدامه، يمسك أى واحد يعمل حاجة غلط. السائق كان فى سيارته أمام القسم عندما سمع الإنفجار، وشاهد أمناء الشرطة وهم يسقطون على الأرض وسط دمائهم! يقول:شفت الأمناء كلهم مرميين على الأرض، ماعرفتش أنا باعمل إيه شاهدت شخصا بيده حقيبة يجرى ويبدو أنها أخافت الآخرين- وقف أمام أوتوبيس ثم جرى ليقفز فى نفق الجلاء فأحدث إرتباكا مروريا. قفز السائق من سيارته وراء الإرهابى، ويقول لم أعرف كيف قفزت فى النفق من علو تلاتة أو تلاته ونص متر، اصيبت قدمى ولم أحس بها، جريت وراه، حاول إيقاف تاكسى، نطيت وراه ومسكته وإديته نص، شنكل يعنى! قعدت أضربه لحد ما الحكومة جت! يسأله جمال ما ذا قال لك عندما جت عينك فى عينه؟ يقول السائق:قاللى موتنى، قلت له أموتك ليه؟ هاديك للحكومة، الحكومة تاخد حقها لمصر. هذا هو ماقاله سائق التاكسى، وهو متاح على اليوتيوب، أما المتهم، الإرهابى، فتقول الأنباء أنه مهندس!! هذا مافعله الإخوان ببعض شباب مصر، ولكنها حكاية أخرى، طويلة و مريرة.
نقلا عن جريده الاهرام