د.أسامة الغزالي حرب
إحدى الصياغات النمطية فى الأخبار السياسية فى مصرفى العامين الأخيرين هى المقابلة بين «الإخوان» و«الأهالي» على خلاف ما تعودنا عليه فى عقود طويلة سابقة من المقابلة بين «الإخوان» و«الدولة» أو أمن الدولة أو الشرطة..إلخ! الأهالي،
هم أفراد الشعب و تجمعاتهم أيا كانوا، فى القاهرة أو فى الدلتا أو فى الصعيد، من الإسكندرية إلى أسوان والنوبة، ومن سيناء ومدن القناة إلى مطروح والسلوم. وفى الناحية الأخري، المقابلة، الإخوان! وسوف آخذ- كمثال- عينة من الأخبار التى نشرت يومى الإثنين والثلاثاء الماضيين: - الخبر الأول كان عن سائق التاكسى البطل الذى طارد الإرهابى الذى ألقى بقنبلة على قسم شرطة الدقى (15/4) وتمكن من الإمساك به بعد مطاردة مثيرة! الخبر الثانى كان فى اليوم الأسبق،14 أبريل ولا يخلو من طرافة، حيث قام الأهالى بقرية «ميت حلفا» التابعة لمركز قليوب بالقليوبية بالقبض على أربعة أشخاص، اثنان منهم ملتحيان والآخران أجنبيان، حيث ظن الأهالى أنهما إخوانيان يقومان- بمعاونة أجانب- بزرع عبوة ناسفة! وعندما أخبرهم الملتحيان أنهما مهندسان بوزارة الاتصالات يقومان بالإعداد لتركيب كابينة تليفونات جديدة بالمنطقة، استعان الأهالى بأحد العاملين بالاتصالات للتعرف عليهما، ولكنه ــ لسوء حظهما ــ لم يعرفهما، وكان ذلك كافيا لأن ينالا علقة ساخنة، مع رفاقهما الصينيين! غير أن عذر الأهالى فى هذا السلوك كان هو شكوكهم بعد حادثة قرية «عرب شركس» التى اختبأت فيها خلية إرهابية استهدفت رجال الجيش والشرطة. والخبر الثالث كان من قرية «تفهنا الأشراف» بالدقهلية حيث تكررت واقعة الصدام بين (الأهالي) وبين طلاب(!) الإخوان بجامعة الأزهر، عقب رفع الإخوان الشعارات المضادة للجيش وللمشير السيسي. والخبر الرابع، فى اليوم نفسه من الشرقية، حيث شهدت شوارع منطقة «القومية» حالة من الكر و الفر بين الإخوان و الأهالي، أى بين من يرفعون شعار “رابعة. ويهتفون ضد الجيش، ومن يهتفون «الجيش والشرطة و الشعب إيد واحدة». السؤال، متى يدرك الإخوان هذه الحقيقة المرة ، أنهم أصبحوا فى ناحية ، والشعب كله فى ناحية أخري، وأن الذى يطاردهم اليوم ليس الشرطة، ليس امن الدولة، لكنه الشعب، الأهالي!
"الأهرام"