توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شم النسيم !

  مصر اليوم -

شم النسيم

د.أسامة الغزالى حرب

قالت لى أمى رحمها الله- اننى ولدت يوم «شم النسيم»! ولكن شم النسيم لا يأتى فى نفس اليوم من السنة الميلادية،  وإن كان يأتى فى الربيع. غير أن اعتزازى بيوم «شم النسيم» له أسباب أخرى، فهو فى الحقيقة أحد ملامح الخصوصية المصرية الثقافية والحضارية، إنه رمز للاستمرارية المصرية منذ آلاف السنين، السابقة لكل الأديان، والعابرة لكل الطبقات والفئآت الإجتماعية! فالإحتفال بشم النسيم يعود إلى مايقرب من خمسة آلاف عام، وارتبط فلكيا، فى توقيته العبقرى، بالإنقلاب الربيعى الذى رصده المصريون القدماء، أى تساوى الليل والنهار. وأخذ اليهود عن المصريين احتفالهم به، فجعلوه عيدا لهم تحت مسمى «عيد الفصح». وعندما دخلت المسيحية مصر ارتبط الإحتفال بعيد القيامة بيوم شم النسيم.ومع دخول الإسلام مصر، استمر الإحتفال بشم النسيم بكل طقوسه وعاداته المحببة التى لم تطرأ عليها تغييرات كثيرة! ومثلما يعد شم النسيم عابرا للأديان، فهو أيضا عيد عابر للطبقات والفئآت الإجتماعية، «إنه يوم قومى» مصرى بمعنى الكلمة، المصرية! أنت مصرى، إذن أنت تعرف شم النسيم وتحتفل به، سواء كنت من سكان الريف أو سكان الحضر، سواء كنت غنيا أم فقيرا! وفى هذا السياق، ليس غريبا أن طقوس وأطعمة شم النسيم لها كلها تفسيرها الضارب فى أعماق التاريخ المصرى والحضارة المصرية. ففى غمار احتفالنا كمصريين بالربيع هناك مغزى و معنى لكل ما يمارس ويؤكل مع الخروج الجماعى للهواء الطلق فى النيل وعلى شاطئيه ، وفى الحقول والحدائق! إنه ليس مجرد «أكل والسلام»! فكما تصور النقوش الفرعونية فإن «البيض» هو رمز لخلق الحياة، والسمك المملح»الفسيخ» هو أولا من نتاج النيل، وتمليحه هو وسيلة للحفاظ عليه أطول مدة، والبصل إعتقد المصريون عن حق- فى فوائده الصحية، وكذلك الخس الذى إعتقدوا فى جدواه للخصوبة والتناسل، اما «الملانة» أو الحمص الأخضر، فإن نضجها يتلازم مع مقدم الربيع! وأخيرا، هل تتذكرون الفتاوى التى خرج بها بعضهم فى ظل «العام الإخوانى» الذى مر على مصر، تحرم على المصريين الإحتفال بشم النسيم، وتحذر من «التشبه باليهود والنصارى»؟ حقا، لقد كانت 30 يونيو ثورة من أجل الهوية المصرية. كل عام وأنتم بخير! نقلا عن الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شم النسيم شم النسيم



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon