د.أسامة الغزالى حرب
السيد اللواء محمد عبد اللطيف محافظ دمياط، لم أتعرف على سيادتكم شخصيا لكنى سمعت كلاما طيبا يشجعنى على أن اطرح عليكم بعض القضايا المتعلقة برأس البر!
المدينة الدمياطية المميزة ،التى هى المصيف الثانى فى مصر، ومنطقة "اللسان" التى هى قطعة جغرافية فريدة عند نهاية رحلة النيل الطويلة بدءا من منابعه فى وسط إفريقيا، والتى اكتشف تفردها العالم الألمانى كوخ فى ثمانينات القرن التاسع عشر واعتبرها فى مقدمة المصايف فى العالم. إن رأس البر ذات أهمية اقتصادية كبيرة لدمياط، ولكن تلك الأهمية يمكن أن تزداد كثيرا بقليل من الجهد والتنظيم والابتكار! وهنا أطرح عددا من المسائل: أولا، الفندق الكبير الذى بادر ببنائه المحافظ الأسبق د. البرادعى والذى يرتفع اليوم بناؤه الخرسانى الهائل بالعرض على اللسان فى نهاية أجمل مماشى مصر، شارع النيل،يسده ويشوه تفرد المكان! هناك الآن بدائل كثيرة لمصيره: أن يستكمل،أو يعدل، أو يهدم وذلك ماأحبذه! وخسارة بضعة ملايين أهون من أن نشوه للأبد موقعا رائعا على مستوى العالم كله! ثانيا، هل تفقدتم شارع النيل، خاصة فى المساء، فى أوقات " التمشية" المعتادة لرواد المصيف؟ هل رأيتم كارثة المقاعد البلاستيكية التى يملأ بها أصحاب المقاهى الشارع ، مضافا إليها شاشات السينما بسماعاتها العملاقة؟ هل رأيتم مصيبة "استاندات" الملابس(التى نعرف كيف ومن أين أتت، وتدميرها لصناعة الملابس المصرية) التى تسد الشارع حرفيا. هل رأيتم كيف شجع هذا كله أصحاب بعض الكازينوهات ، التى تحولت إلى مبان خرسانية من طابقين، على أن ينثروا-فى الناحية المقابلة من الشارع- فوتيهات وثيرة وسجاجيد(!) فى مشهد هزلى نادر! ثالثا، والمذهل، أن يتقافز- وسط هذا الصخب - راكبو الـ "بيتش باجى" بقيادة مراهقين عمالقة! ويقاتل، وسط الزحام، بائعو الترمس و"الحلبة" الغلابة مع بائعى اللب والشباشب ولعب الأطفال ليوجدوا لأنفسهم موطىء قدم. هذه ملاحظات سريعة بعد زيارة يومين فى شم النسيم، فهل هناك أمل- ياسياة المحافظ- فى أن يطبق بعض القانون، وأن يفرض بعض النظام ، وأن نشاهد بعض رجال الشرطة ومسئولى المحاظة، قبل أن تختنق تماما مدينة "رأس البر"؟
"نقلًا عن جريدة الأهرام"