د.أسامة الغزالي حرب
لم يخطئ المهندس الاستشارى الكبير د. ممدوح حمزة حين اتهم جماعة الإخوان بحرق فيللته بالعياط (الجيزة) يوم الجمعة الماضى(18/4) فالرجل معارض بارز لهم وفقا لآرائه المعلنة ولنشاطه السياسى،
وهم لهم سوابقهم التى لاتنكر فى استعمال سلاح «الحرق»! ضد معارضيهم. ومما يزيد بالقطع من هذه الشكوك تزايد الحركات التى أعلنت عن نفسها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والتى ربطت نفسها بالعنف ضد معارضى الإخوان.وإذا اقتصرنا هنا على ما حدث وعلى ما أعلن عنه منذ بداية هذا العام فقط، فسوف تكون الصورة أكثر وضوحا. وفى هذا السياق، لا يبدو من قبيل المصادفة أن ظهرت حركات سرية أو شبه سرية تحت أسماء «ولع» و«مولوتوف» و«إعدام» و«عفاريت»؟!! فمنذ أكثر من شهرين أعلنت حركة أطلقت على نفسها اسم «ولع» عن ظهورها كحركة مقاومة لجهاز «الداخلية» وأنها سوف تستهدف حرق سيارات الترحيلات (البوكسات) و«كل وسائل القمع و القتل» وأن الحركة «لا تحرض على قتل أو حرق أى إنسان مهما كانت آراؤه السياسية»، وأعلنت مسئوليتها عن الإنفجار الذى وقع فى تجمع لسيارات للأمن المركزى فوق كوبرى الجيزة صباح الجمعة 7 فبراير، ونفت الحركة استخدام أى قنابل ناسفة، مؤكدة أنها «تحرق» فقط، ولذلك فهى تركز على استعمال «المولوتوف» وبعض القنابل البدائية الأخرى لاغير! وقالت إنها ليست إخوانية، ولكنها فقط معارضة للانقلاب! وفى يوم 9 إبريل أشعلت النيران فى سيارة أحد ضباط الشرطة بمدينة دمنهور، وتبين أن مرتكبى الجريمة هم أعضاء فى مجموعة تطلق على نفسها اسم «إعدام» تابعة للإخوان مهمتها حرق سيارات الشرطة أيضا، ووفقا للبيانات الرسمية فقد عثر فى منزل المتهم الاول على مجموعة كتب لحسن البنا وجركن بنزين...إلخ . وفى يوم الجمعة 18/4 الذى حرق فيه منزل حمزة ذكرت الأنباء أيضا حرق منزلين بالمطرية فى أثناء مسيرة إخوانية بشارع الشيخ منصور! وبعد ذلك بيومين (20/4) أضرمت عناصر إخوانية النار فى سيارة نقل لورى تابعة للشرطة بإلقاء المولوتوف أيضا عليها. فى هذا السياق ليس من المستغرب أن تتحدث مصادر قريبة من الإخوان عن سيناريو «حرق مصر» يوم الجمعة القادم (25 إبريل)، عيد تحرير سيناء من خلال تنظيم مظاهرات و مسيرات مسلحة بقنابل يدوية وأسلحة نارية فضلا بالطبع عن السلاح الأثير، أى المولوتووف! إنها سلوكيات اليائسين ولكنها تستدعى بالضرورة أكبر قدر من الحيطة و الحذر!
"الأهرام"