د.أسامة الغزالي حرب
هذا الذى أكتبه اليوم كتبت و تحدثت فيه مرات كثيرة من قبل، ولكنى لن أمل من تكراره والدعوة إليه، خاصة أن أملى هذه المرة أكبر من كل مرة سابقة،
لماذا؟ لأنه يوجد الآن رئيس وزراء مهنته ومهمته الأولى ونقطة تميزه هى التعمير! ومناسبة حديثى هى أننا نحتفل اليوم بذكرى تحرير سيناء التى يمكن أن نعود بها لأكثر من مناسبة ،فقد مر مايزيد عن أربعين عاما على حرب أكتوبر، وثلاثين عاما على تحرير سيناء وربع قرن على استرداد آخر شبر من سيناء فى طابا، ولكننا مع كل هذه "الإحتفالات" لم نفعل شيئا يذكر للتحرير الحقيقى لسيناء، اي:تعمير سيناء! وبشكل عملى مباشر فإننى أدعوك ياسيادة رئيس الوزراء لأن تسترجع "المشروع القومى لتنمية سيناء" وهو مشروع شامل أعدته جهات عالمية متخصصة على أعلى مستوى من الكفاءة استهدف، منذ بداية تنفيذه عام 1992 (؟!) أن ينتهى بعد ربع قرن أى فى عام 2017 باستثمارات قدرت حينها ب 75 مليار جنيه بهدف ربط سيناء بمصر والخارج، وإحداث تنمية فى البنية الأساسية والصناعة والهيكل العمرانى بما يرفع سكان سيناء إلى ثلاثة ملايين نسمة! وكان هناك أيضا- ولا أعرف إذا كان لايزال موجودا- "الجهاز التنفيذى لتعمير سيناء"، والذى قام بعدة مشروعات هامة لتوفير البنية الأساسية بكل عناصرها فى سيناء. وهناك أيضا "ترعة السلام" التى حفرت ولا نعرف اليوم مصيرها؟ وهناك أيضا- بالمناسبة- كوبرى السلام الذى أقامه اليابانيون بذمة واقتدار ولا يتناسب استعماله اليوم مع الأحلام التى صاحبت إنشاءه! نعم ، هناك مشروعات لبعض المستثمرين المصريين لا يمكن تجاهلها، ولكن هذا كله أقل بكثير مما تتطلبه تعمير وتنمية سيناء. لذلك كله، فإننى أجدد دعوتى إلى إنشاء "وزارة تنمية سيناء" يتولاها محلب شخصيا بالإضافة لمنصبه، تكون مهمتها تنفيذ "المشروع القومى لتنمية سيناء"، وتنتهى بانتهائه على غرار "وزارة السد العالي" التى أنشأها عبد الناصرعام 1961 خصيصا لبناء السد وانتهى وجودها بعد إنشائه. إن الاحتفال بتحرير سيناء ينبغى أن يكون أكبر وأهم بكثير من ترديد الأغانى والأناشيد، والإستمتاع بيوم "إجازة"!
"الأهرام"