توقيت القاهرة المحلي 04:24:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتاوى برهامى

  مصر اليوم -

فتاوى برهامى

د.أسامة الغزالى حرب

لا أتفهم ذلك الاهتمام المبالغ فيه من بعض القوى الاجتماعية والسياسية أو الشخصيات العامة بتصريحات السيد ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، والذى احتلت بعض فتاواه رءوس موضوعات إخبارية. وكان آخرها أنه «يجوز أن يترك الزوج زوجته للمغتصبين، إذا تأكد أنهم سيقتلونه»! وكذلك فتوى عدم جواز تولى الأقباط المناصب القيادية فى الدولة، وأن الدستور يمنع ترشيح القبطى لرئاسة الجمهورية...إلخ لقد اطلعت على بعض ماأثارته تصريحاته الأولى بشأن الزوجة من ردود فعل منطقية غاضبة من جانب شخصيات فاضلة كثيرة مثل الدكتورة آمنة نصيرو الشيخ أحمد كريمة، والدكتور معتز عبد الفتاح وفاطمة ناعوت والشيخ مظهر شاهين..إلخ متهمين إياه بفقدان النخوة و الشهامة، فضلا عن مخالفته نص الحديث الشريف «من قتل دون عرضه و أهله فهو شهيد»، أما تصريحه الآخر عن الأقباط والمناصب العامة فقد أدى – كما جاء فى الأنباء- إلى تقديم بلاغ إلى النائب العام بأن فتواه تشكل جريمة إثارة للفتنة الطائفية و تعطل العمل بالدستور الذى يمنع التمييز بين ابناء الوطن الواحد! إننى أعتقد أن القضية ليست أبدا آراء واجتهادات السيد برهامى فى ذاتها، وإنما هى المناخ العام السائد اليوم فى مصر والذى يتسم أولا بالانفتاح الديمقراطى! فالديمقراطية، مثل أى نظام، لها مزاياها وعيوبها، ومن تلك «العيوب» حق أى مواطن فى أن يدعو إلى ما يعتقده من أفكار طالما ينهج فى ذلك طريقا سلميا ومشروعا! ونظرة واحدة إلى المجتمعات الديمقراطية فى العالم من أمريكا وأوروبا غربا إلى الهند و اليابان شرقا سوف تكشف لنا وجود العديد من الجماعات و الأفراد التى تدعو إلى أفكار أوممارسات شاذة وبعيدة عن المألوف ولكنها تستوعب فى التوجه الديمقراطى الرئيسى العام الذى يتجاوز تلك الهوامش ولا يتأثر بها على أى نحو ملموس، ولكن لأن ديمقراطيتنا ما تزال وليدة فإننا غالبا ما ننزعج من الأفكار و الآراء الشاذة بشكل أو بآخر، والتى يزيد منها-ثانيا- حالة «الإفراط الإعلامى» التى تضخم تلك الدعوات على حساب قضايا أكثر اهمية وحيوية. إن مصر متخمة بمشاكلها، وهى أيضا منهمكة بالإستعداد لانتخابات رئاسية ثم تشريعية، تعيد تشكيل نظامها السياسى، وينبغى ألا تشغلها- أكثر من اللازم- أمثال تصريحات السيد برهامى ، التى هى- بالمناسبة – لسيت كلها سيئة ولكن ينقصها اللياقة والأسلوب الصحيح فى التقديم! "نقلًا عن جريدة الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاوى برهامى فتاوى برهامى



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon