د.أسامة الغزالى حرب
حتفلت حركة «تمرد» أول أمس (28/4) بمناسبة مرور عام على تأسيسها . وما أبعد الشقة بين إبريل الماضى 2013 وإبريل الحالى 2014. لقد كانت تمرد نتاجا عبقريا لإبداع الشباب المصرى الثوري،
والذى سبق أن كان له الفضل الأول فى إشعال ثورة 25 يناير ، ثم كان هو الذى مهد و حرك الأحداث تجاه ثورة 30 يونيو من خلال »تمرد« التى كانت حركة شبابية بامتياز.
وإذا كان ثلاثة من الشباب قد برزوا من قيادات تلك الحركة وهم حسن شاهين و محمد عبد العزيز و محمود بدر فضلا عن أسماء مى وهبة و منة شرف الدين و حسام الهندي...إلخ فإن الحركة كانت عملا جماعيا حقيقيا لمئات الشباب فى كل أنحاء مصر، الذين استطاعوا بحركتهم تلك أن يحركوا ركود المواجهة بين نظام الإخوان من ناحية، و«جبهة الإنقاذ» بأحزابها المتعددة من ناحية أخري. وعبر نشاطهم الهائل فى جميع أنحاء مصر، أحيوا تقليدا رائعا فى الثورات المصرية، وهو تحرير التوكيلات الذى عرفته مصر فى ثورة 1919 ولكن فى تلك المرة لم يكن لتوكيل سعد و زملائه فى السعى لتحقيق الاستقلال، وإنما كان لسحب الثقة من الرئيس مرسي، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
وجسدت تمرد بتحركها هذا رفض الشعب المصرى لحكم الإخوان، ولمحمد مرسى على نحو متصاعد، من تجميع التوقيعات من كل أنحاء مصر، إلى النزول الجماهيرى غير المسبوق فى 30 يونيو. غير ان مسار «تمرد» اليوم يطرح علامات إستفهام تثير قلق كل من يحرص على تمرد، ويعتز بتاريخها المشرف. هناك علامات استفهام حول الشقاق و التنافس بين قيادات تمرد، وإساءة بعضهم للبعض الآخر، وهناك كلام حول الاتجاه لتحويل تمرد إلى حزب سياسي...إلخ ماهى رسالة الحركة الآن وماهى الأهداف التى تسعى لتحقيقها؟ إننى أعتقد أنه إذا حددت تمرد اليوم أهدافا جديدة، وسعت إلى تحقيقها بنفس الإصرار والكفاءة التى حققت بها هدفها الأول، فإنها سوف تسهم بالقطع فى تقدم الثورة المصرية إلى الأمام، مثلما أسهمت فى قيامها.