بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
يستدعى إلى ذهننا حدث فى مصر فى مثل هذا اليوم، منذ ما يقرب من ثمانية قرون؟ ذكريات مهمة، مثلما يثير- فى سياق المواجهة البطولية لغزة الباسلة للعدوان الهمجى الإسرائيلى - شجونا ومشاعر عميقة، مفعمة بالأمل واليقين بالنصر!
ففى 8 مايو عام 1250 وبعد هزيمة حملته على مصر، وسجنه فى دار ابن لقمان بالمنصورة، سمح لملك فرنسا لويس التاسع بأن يغادر مدينة دمياط، بعد أن تعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، فضلا عن دفع فدية قدرها 400 ألف دينار تعويضا عما ألحقه بمصر من أضرار. اتجه لويس التاسع إلى عكا... وسبقته زوجته «مرجريت دبروفنس». وفى تعليق ساخر على تلك الحملة الفاشلة، كتب شاعر مصرى فى ذلك الحين اسمه جمال الدين يحيى بن مطروح يقول: «أتيت مصر تبغى ملكها...تحسب أن الزمر يا طبل ريح. فساقك الحين إلى أدهم، ضاق بك عن ناظرك الفسيح. وكل أصحابك أودعتهم، بحسن تدبيرك بطن الضريح .ألهمك الله إلى مثلها، لعل عيسى منكم يستريح. وقل لهم إن أضمروا عودة، لأخذ ثأر أو لفعل قبيح. دار ابن لقمان على حالها، والقيد باق و«الطواشى صبيح» (وهو الجندى النوبى الذى كان يحرس لويس التاسع!). فى هذا السياق..، يجدر بنا أن نستذكر الآن معركة غزة، التى وقعت بجوار قرية هربيا شمال شرق غزة فى أكتوبر 1244 بين الصليبيين (ومعهم بعض الأيوبيين الانفصاليين)، وبين الجيش المصرى فى عهد «أبوالفتوح الصالح أيوب»، والتى انتهت بانتصار المصريين بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس الصالحى (وهو غير السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس رابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الفعلى). حمى الله غزة، وأقالها من عثرتها، فى مواجهة العدوان الإسرائيلى الغاشم!