بقلم - أسامة الغزالي حرب
اليوم – 15 يناير- هو أحد الأيام العالقة فى ذاكرتى منذ الصغر...، إنه يوم مولد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، (1918-1970) غير أننى أحب أن أستعيد فى هذه الذكرى بعضا من مواقف وسياسات جمال عبد الناصر، التى نجنى ثمارها اليوم..، أى مواقفه وسياساته من كفاح جنوب إفريقيا من أجل الاستقلال، والتى لعب الدور الأول فى تنفيذها وزيره الشاب النشيط فى ذلك الحين محمد فائق. ففى 30 مايو 1961 (أى منذنحو 63 عاما!) أعلنت مصر قطع علاقاتها التى كانت قائمة مع النظام العنصرى فى جنوب إفريقيا، وقالت الخارجية المصرية فى بيان لها: «إن سياسة التفرقة العنصرية التى تتبعها جنوب افريقيا تجاوزت حدها فى إهدار حقوق الأفارقة»... واتهمت جنوب إفريقيا بالاستهتار بالضمير العالمى، وقالت إن قصر الانتخابات فيها على السكان البيض إهدار لسيادة القانون... وإن مصر قررت عدم الاعتراف بالحكومة العنصرية فى جنوب إفريقيا..، وسحب بعثتها الدبلوماسية فى بريتوريا. وفى مذكرات نيلسون مانديلا (أول رئيس لجنوب إفريقيا بعد سقوط سياسة التمييز العنصرى،.. وبعد خروجه من السجن الذى قضى فيه سبعة وعشرين عاما)!... يقول.. كانت مصر نموذجا مهما لنا.. الإصلاح الزراعى، والتصنيع والتعليم ...إلخ. وعندما زار نيلسون مانديلا مصر فى عام 1962 لم تتح له فرصة مقابلة عبدالناصر، الذى كان مشغولا حينها بمقابلة الرئيس اليوجوسلافى تيتو. غير أن نيلسون مانديلا، فى أثناء احتفال بتكريمه فى جامعة القاهرة عام 1965 قال كلمته الشهيرة... كان لدى موعد تأخر مع رجل رفعت رأسى من بعيد كى يرانى، ثم حالت ظروف قاهرة بينى وبين لقائه. وحين جئت إلى مصر، كان من سوء حظى أن جمال عبدالناصر لم يعد هناك.... سأزور فى مصر ثلاثة أماكن.. الاهرامات، والنيل العظيم، وضريح جمال عبدالناصر!