بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
لا يمكن على الإطلاق التقليل من مغزى وخطورة قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق يوم الإثنين الماضى (أول أبريل) والذى أسفر عن قتل عميدين من الحرس الثورى الإيرانى، هما العميد محمد رضا زاهدى، والعميد محمد هادى رحيمى، وخمسة من الضباط المرافقين لهما. ووفق ما جاء فى الأهرام أمس (6/4) فقد شارك آلاف الإيرانيين يوم الجمعة فى مراسم تشييع جنازات الضباط السبعة ...ورفع المشاركون الأعلام الإيرانية والفلسطينية، ورايات حزب الله اللبنانى، إضافة إلى صور العسكريين القتلى، مع شعار ..«شهداء على طريق القدس».
لقد جرت تلك المراسم فى إطار إحياء يوم القدس العالمى الذى سبق ودعا إليه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخمينى عند قيام الثورة الإيرانية عام 1979. ويتم الاحتفال به فى يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان. لماذا قامت إسرائيل بتلك الضربة ضد إيران ..؟ إن القنصلية الإيرانية فى إيران (مثلها مثل السفارة) وفق العرف الدبلوماسى، هى أرض إيرانية ..، وإيران – بطموحاتها النووية، وشعاراتها الثورية المعادية لإسرائيل – تمثل صداعا وتحديا مستمرا لإسرائيل. هل ذلك «استفزاز» مقصود .. هل هى دعوة للنزال ..؟ فى وقت تعتقد فيه إسرائيل أن قنبلة إيران النووية، باتت قريبة المنال وحان وقت إجهاضها..؟ لقد أعلن قائد الحرس الثورى الإيرانى فى مظاهرات الجمعة ان «أى اعتداء ضد إيران لن يبقى دون رد» وأن ... «القائد الأعلى على خامنئى قال إنه سوف يقوم بمحاسبة الكيان الصهيونى على جريمته..» وفى المقابل رفعت إسرائيل حالة الطوارئ، وأعلنت إغلاق 28 من قنصلياتها حول العالم..وأنها جاهزة لكل السيناريوهات. فهل ياترى جاء « الوقت المناسب»..الذى اعتاد الإيرانيون الإشارة إليه للرد على العدوان الإسرائيلى...؟.